في 25 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، ألقت الشرطة الفرنسية القبض على ناشط من «حملة مقاطعة داعمي «إسرائيل» BDS رفع العلم الفلسطيني خلال مباراة كرة سلّة بين فريق مدينة شالون الشرقية الفرنسية وفريق «ماكابي إلكترا» الإسرائيلي. بعد غد الجمعة، يمثل الشاب المعروف بـ«لايلي» أمام المحكمة، في ظل دعوة إلى وقفة تضامنية معه تحت شعار «لا لجعل فرنسا مستعمرة إسرائيلية». وقد تعالت الأصوات في الآونة الأخيرة، داعيةً إلى المشاركة الكثيفة في هذه الوقفة لأنّ هذه المحاكمة تشكّل سابقة خطيرة في فرنسا. وكانت المباراة قد أقيمت وسط حراسة أمنية مشددة، شارك فيها عناصر من «الموساد» الإسرائيلي، قبل أن يهرع العناصر إلى إلقاء القبض على الشاب الذي اتهم بـ«التحريض على الكراهية». «عاملوني بقسوة شديدة وضربوني على رأسي، واحتجزوني في زنزانة منفردة لليلة واحدة، ثم عرضوني على القاضي» يقول الشاب، ليعود ويشدد على أن فعلته كانت تهدف إلى «إدانة السياسات الإسرائيلية وإعلان دعمي المطلق للشعب الفلسطيني».

وحول تفاصيل الحادثة، ذكر الشاب في إفادة نشرت على موقع الـ BDS في فرنسا أنه حضر إلى المباراة مع العلم بنيّة التلويح به على المدرج، ولمّا رأى طريقة التفتيش الذي تعرّض له أشخاص جاؤوا للغاية نفسها «في محاولة لمنعهم من التعبير عن رأيهم»، قرّر إظهار العلم والنزول به إلى الملعب. وما هي إلا ثوانٍ حتى أحاط به 12 شرطياً بأزيائهم السوداء في أحد الممرّات. التضييق شمل أيضاً صحافياً فلسطينياً، فيما اعتُقلت سيّدة كانت تحمل علماً فلسطينياً خارج مبنى المدرج عند نهاية المباراة، ولم يُفرج عنها إلا عند ساعات الصباح الأولى. ويبدو أنّ فرنسا تصرّ في الفترة الأخيرة على محاكمة الناشطين المناهضين لإسرائيل وتحاول كبح عرقلة حملات مقاطعة هذا الكيان الذي بُني على سياسة الأبارتهايد.
(الأخبار)