لولا وجود دينا عازار ملكة جمال لبنان 1995 مقدمةً لـ«ديو المشاهير»، لاعتقد المشاهد أنه يتابع قناة مصرية؛ لأنّ غالبية المشتركين من أم الدنيا، فما هو السرّ؟ يمكن اختصار الموسم الحالي من «ديو المشاهير» بأنه مواجهة لبنانية ــ مصرية بحتة بسبب استبعاد النجوم الخليجيين كلياً. لم ترد LBCI أن توسّع حلبة المنافسة، بل اقتصرتها على 12 مشتركاً في «ديو المشاهير». مع العلم أنّ كلمة «مشهور» لا يستحقها بعض المشتركين، مع احترامنا لهم، فهم إما «حديثو الولادة» فنياً، أو أنّ نجمهم لم يسطع.
وجوه من مصر ولبنان في مجالات التمثيل والتلحين، والتقديم، الطبخ، والرياضة انطلقت في تجربة مجال الغناء، معلنة الجمعيّات والمؤسّسات الخيريّة التي ستدعمها طوال فترة البرنامج، وهي: ماريو باسيل، طوني أبو جودة، كارين رزق الله، وجيسي عبدو، ورد الخال، كارولينا دي أوليفيرا، ريشار الخوري، زياد الصمد، ومن مصر سمر يسري، ماجد المصري، ميرنا المهندس، عادل حقّي.
يُعَدّ «ديو المشاهير» فضفاضاً على مشتركيه، وخير دليل على ذلك أنّ أسامة الرحباني عضو لجنة التحكيم في البرنامج، لا يبخل بتعليقاته القاسية التي تظهر افتقار المشتركين إلى الموهبة الغنائية. لم يكن اختفاء المشتركين الخليجيين والسوريين بريئاً. المشرفون على البرنامج يعلّلون غياب اللجهة الخليجية إلى رفض سفارات بلادهم سفر فنانيها إلى لبنان بسبب الوضع السياسي المتأزم؛ لأنّ عليهم الحضور في بيروت ثلاثة أيام في الأسبوع ولثلاثة أشهر متتالية لغاية انتهاء البرنامج. أما عن تهميش السوريين في البرنامج، فإن الحجّة واحدة، مفادها أنّ الدماء التي تذرف في الشام تمنع هؤلاء من المشاركة في برنامج غنائي يتطلّب منهم الرقص. ولو سلّمنا بتلك التبريرات، فما هي حجّة استبعاد الفنان الإماراتي عبد الله بالخير عن لجنة التحكيم، واستبداله بالممثل المصري حسن الردّاد؟ استطاع بالخير أن يكون فأل خير على البرنامج العام الماضي، فقد زاد نسبة المشاهدين لأنه خفيف الظلّ وكان يكرّر جملة «بوسة من هنا وبوسة من هنا». مهما حاول القائمون على قناتي MBC و LBCI إخماد نار المنافسة بينهما، بدءاً من المسلسلات التركية، وصولاً إلى البرامج الفنية، إلا أنّه في كل الأحوال، فإنّ المصري وحده «سي السيّد» والكلّ يريد رضاه. لماذا المصري تحديداً؟ بكل بساطة لأنّ «الربيع العربي» أصبح خلفه، وبالتالي هو يستعدّ لمرحلة انتقال فنية في الدرجة الأولى، كذلك فإنّه مشاهد ذو طابع خاص؛ فسوق الإعلانات واسع في مصر، و85 مليون شخص يفتحون شهيّة القنوات التلفزيونية لنيل رضاهم. ورغم التوأمة بين MBC و LBCI في نقل برنامج The Voice الذي يعرض مساء كل جمعة على القناتين، إلا أنّ بيار الضاهر يعلم جيداً أن mbc «العملاق» عدوّه، والسبب هو النزاع على المصري، وأيّ برنامج يخلو منه لا يترك أثراً. هكذا، أعلنت MBC الحرب على القناة اللبنانية، عندما افتتحت محطة لها في مصر قبل شهر، فعينها مسلطة على ابن المحروسة. وفي المحصلة، يعاني المصري اليوم من تخمة أصابته جراء كمّ البرامج التي تغازله، ولم يعد ينقصه سوى LBCI لمخاطبته، وحاله اليوم تُختصر بجملة «وأنا ناقص»!



«ديو المشاهير» كلّ سبت 20.30 بتوقيت بيروت على LBCI وLBC Europe