القدس | «مليونية الاستقلال وإنهاء الاحتلال» شعار «الأسبوع الوطني للشباب الفلسطيني» الذي أقامته «السلطة الفلسطينية»، لم يُتح لقرابة مئة متضامن من الدول العربية من أصل 400، أن يُشاركوا فيه. بعد قضائهم خمسة أيام في عمان، منتظرين صدور التصاريح الإسرائيلية، أُبلغ هؤلاء بقرار المنع الإسرائيلي من دخولهم «أراضي السلطة الفلسطينية». وفي بيانٍ أصدره المتضامنون الممنوعون، أعلنوا «استنكارهم للإجراء الإسرائيلي الذي يعكس فكر وسلوك المؤسسة العسكرية الفاشيّة التي تحكم إسرائيل، ودأبت على إبعاد الشهود عن جرائمها المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني...». لكن قضية منع «إسرائيل» متضامنين عرباً من الدخول الى فلسطين المحتلة، أثارت تساؤلات أخرى داخل المتضامنين أنفسهم. أشار الكاتب والسينمائي العُماني عبد الله حبيب (الصورة) الذي طاله قرار المنع مع زميله الشاعر سماء عيسى إلى أنّ «الموقّعين على البيان هم ستون شخصاً فقط من بين المئة الممنوعين». واستغرب حبيب موقف «هؤلاء الأربعين غير الموقّعين من الأشقاء العرب الذين تقدم بعضهم بنصائح «حكيمة» من قبيل أنّ علينا أن نشكر الإسرائيليين أنهم وافقوا على دخول معظم المدعوين، وأن علينا، نحن الممنوعين، أن لا نصعِّد الموضوع»!

وأكد حبيب أنّ المنع الإسرائيلي كان «موجهاً ضد أشخاص لا ضد وفود؛ فقد تم الترخيص لبعض أعضاء الوفود العربية، بينما مُنع آخرون في الوفد نفسه بسبب مواقفهم». لكن ماذا عن القيادة الفلسطينية التي حرص المتضامنون الممنوعون على دعمها في بيانهم؟ على طريقة مجالس العزاء و«الأخذ بالخاطر» التي يبرع في أدائها مسؤولو «سلطة أوسلو»، ذكر حبيب: «بعدما تأكد خبر المنع «الإسرائيلي»، أرسلت إلينا السلطة الوطنية وفداً من رام الله ليعيننا على تحمل الموقف العسير. بينما الذين أخذوا التراخيص لم يجشموا أنفسهم عناء إصدار بيان يدينون فيه منع مواطنيهم من السفر». يُذكر أنّ الأسبوع الوطني...» الذي اختتم أخيراً، ترأس لجنته العليا اللواء جبريل رجوب وتضمن أنشطة غلب عليها الطابع الفولكلوري من زرع الأشجار وعروض الدبكة. لكن النشاط الأبرز كان «السلسلة المليونية» البشرية التي هدفت الى قطع الطرق على المستوطنين. وقد جنّدت «السلطة الفلسطينية» موظفيها لتشكيل هذه السلسلة في مدن فلسطينية عدة؛ لكنّ «السلسلة» لم تستغرق سوى ساعات، وبدا كأن هناك اتفاقاً مضمراً على عدم تجاوزها لمظاهر الاحتجاج السلمي الهشّ.