القاهرة | الاهتمام الإعلامي الكبير بما يجري في غزة لم يمنع انتفاض الإعلام المصري للدفاع عن قنوات «دريم» التي تحولت عصر الخميس إلى شاشة سوداء بأوامر من حكومة هشام قنديل. رغم أنّ «المحور» الفضائية تعدّ رسمياً المحطة الخاصة الأولى في مصر، إذ انطلقت قبل أشهر من «دريم»، تعتبر الأخيرة رائدة الفضائيات الخاصة في المحروسة منذ انطلاقها عام 2001 حتى اليوم.
لا أحد كان يتوقع أن تواجه شبكة «دريم» المكوّنة من محطتين (الأولى «الحمراء» والثانية «الزرقاء») جمهورها بشاشة سوداء أول من أمس، بعد وصول المفاوضات بين إدارة «دريم» ووزارة الاعلام الممثلة للحكومة المصرية إلى طريق مسدود. تعود تفاصيل القصة إلى ست سنوات، عندما حصلت قنوات «دريم» على استثناء من وزير الإعلام الأسبق أنس الفقي للبث من خارج مدينة الإنتاج الاعلامي عكس ما ينصّ عليه القانون الذي يلزم كل القنوات العاملة على أرض مصر بالبث من داخل المدينة. بناءً عليه، شيّدت «دريم» داخل أراضي «دريم لاند» المملوكة لرجل الأعمال أحمد بهجت استديوات خاصة بالمحطة بدلاً من استئجار استديوات داخل مدينة الإنتاج كما تفعل باقي القنوات. لكنّ وزارة الإعلام ممثلة في إدارة «نايل سات» قررت إلغاء الاستثناء وإجبار «دريم» على العودة إلى مدينة الانتاج الاعلامي ليصل الطرفان إلى طريق مسدود، وقد تمّ وقف البث بالفعل. وإذا أرادت قنوات «دريم» الاستمرار في استديوات «دريم لاند»، فعليها أن تقدم كل برامجها مسجّلة. هذا التطوّر أطلق حملة تضامن كبيرة مع القناة المصرية الخاصة التي عانت من مضايقات حكومية شتى في عهد مبارك أدّت إلى منع وجوه في حجم محمد حسنين هيكل وحمدي قنديل من الظهور على شاشاتها قبل أن يتعرض مالكها أحمد بهجت لإجراءات مالية، في محاولة للضغط عليه كي لا يتخطّى الخطوط الحمر. حتى إنّه بعد الثورة، جرى إبعاد الإعلامية دينا عبد الرحمن من «دريم» لأنّها ردّت بسخرية على أحد الخبراء العسكريين الذي رفض توجيه انتقادات إلى إدارة المجلس العسكري خلال الفترة الانتقالية. وأشار البعض إلى أنّ النزاع القضائي بين القيادي الإخواني عصام العريان والاعلامية في «دريم» جيهان منصور قد يكون سبباً غير مباشر لما يحدث للقناة، إذ رفعت منصور دعوى سب وقذف ضد العريان بعدما اتهمها بتقاضي أموال للهجوم عليه. وفيما تبثّ قناة «التحرير» أيضاً من خارج المدينة، تردّد أنّ مالكها سليمان عامر بدأ باتخاذ إجراءات للانتقال إلى مدينة الانتاج، وسط تساؤلات عن مواقف القنوات الإخبارية العربية مثل «الجزيرة» و«الجزيرة مباشر مصر» و«العربية» و«بي. بي. سي العربية» التي تبث كلّها من منطقة وسط البلد. هل ستحصل هذه المحطات على مهلة لتسوية أوضاعها أم أنّه ستجري معاملتها كما حدث لـ«دريم» التي تحولت شاشة سوداء انتظاراً لجولة جديدة من المفاوضات ولما سيكشفه مالكها أحمد بهجت في مؤتمر صحافي سيعقده ظهر اليوم السبت؟