القاهرة | حالة من الارتباك والتوجّس سيطرت على تعاطي الوسائل الإعلامية المصرية مع ملف غزة. بدت القنوات والفضائيات المصرية مترددة في كيفية مقاربة الوضع كنتيجة لارتباك المشهد السياسي وتغيّره في المحروسة. لم نرَ «لوغو» خاصاً يتضامن مع القطاع كما شاهدنا خلال عدوان 2008 مثلاً، ولا أغنيات وطنية تشحذ الهمم. اقتصرت تغطية العدوان على النشرات الإخبارية، فيما واصلت القنوات برامجها العادية، مع تكثيف التغطية خلال الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء المصري هشام قنديل أمس إلى القطاع. وفيما بثّ التلفزيون المصري مساء الخميس تسجيلاً عمره أكثر من 30 عاماً لعرض نهج البردة في مناسبة رأس السنة الهجرية، غيّرت القنوات الخاصة خططها تلك الليلة التي كان يُفترض أن تكون هادئة وروحانية في مناسبة السنة الهجرية.
وكالعادة، ساعد الطابع الإخباري لقناة «أون. تي. في.» في تخصيص فترات أطول لتغطية ما يجري في غزة، خصوصاً بعد إعلان الرئيس المصري محمد مرسي نيته إرسال هشام قنديل إلى هناك.
وضمن برنامج «تلت التلاتة» للإعلامي عمرو خفاجي، قال الخبير العسكري عادل سليمان إنّ الهدف من الحملة العسكرية على غزة رغبة إسرائيل في التعرف على القدرات الدفاعية التي امتلكتها «حماس» خلال فترة الهدنة ونوعية الأسلحة التي وصلتها من الخارج.
وعلى القناة نفسها، استضاف الاعلامي يسري فودة في برنامج «آخر كلام» وزير الخارجية السويدي كارل بيلدت الموجود في القاهرة. أكّد الأخير دعمه قرار مرسي القاضي بسحب السفير المصري من تل أبيب، وطالب مصر بأن تؤدي دوراً أكثر تأثيراً في المنطقة، قبل أن يحل الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي ضيفاً على البرنامج نفسه وينتقد الشقاق الفلسطيني الذي فصل غزة عن باقي الأراضي الفلسطينية وعرّضها لحصار طويل.
وعلى قناة «النهار»، كان من المفترض أن يواصل السياسي المصري مصطفى الفقي ذكرياته عن نظام مبارك في برنامج «سنوات الفرص الضائعة»، لكن الإعلامية سارة حازم حوّلت الحلقة إلى حوار حول ما يجري في غزة ودور سياسة مبارك ومدير الاستخبارات الراحل عمر سليمان في عزل القطاع. لكنّ الفقي أعاد التأكيد على مخاوف من «تحويل سيناء إلى وطن بديل للفلسطينيين»، مضيفاً أنّ إسرائيل تستغلّ الحالة الداخلية في مصر وما يجري في سوريا لضرب غزة من دون رادع من الدول العربية.
في مقابل الحضور الخجول لعدوان غزة على الشاشات المصرية، تحوّل المصريون إلى «الجزيرة» لاستقاء آخر الأخبار، تاركين قنواتهم التي كان همّها التركيز على أنّ مصر عادت لتلعب دورها في الدفاع عن فلسطين بعد رحيل نظام حسني مبارك.