«لقد حُجبت جوائز الإبداع العربي هذا العام في المجالَيْن التقني والأدبي، كذلك حُجبت جائزة أهمّ كتاب عربي». هذا ما أعلنه الأمين العام لـ«مؤسسة الفكر العربي» سليمان عبد المنعم خلال المؤتمر الصحافي الذي عقدته المؤسسة أمس في مقر نقابة الصحافة اللبنانية في بيروت لإعلان عقد مؤتمرها السنوي الـ 11 الذي سيقام في دبي يومي 26 و27 تشرين الثاني (نوفمبر) تحت عنوان «المواطن والحكومات: رؤية مستقبلية». لدى سؤاله عن أسباب حجب هذه الجوائز للعام الثاني على التوالي، أجاب بأنّ «السبب هو قلّة عدد الأعمال المقدمة وعدم تناسبها مع المعايير التي وضعتها لجنة التحكيم». لكن هل السبب الحقيقي لحجب بعض الجوائز التي تصل قيمتها الى 200 ألف دولار، عائد إلى العجز المالي الذي تعانيه المؤسسة؟ ارتفع صوت عبد المنعم: «إطلاقاً!». ثم دافع بهدوء عن أداء المؤسسة، شارحاً أنّها أدّت دورها كاملاً، فإعلان الجوائز نشر في عشر صحف عربية وعبر موقعها الإلكتروني منذ مطلع العام الحالي.

الأمين العام للمؤسسة التي يرأسها صاحبها الأمير خالد بن فيصل بن عبد العزيز آل سعود ويتألف مجلس أمنائها من أمراء وشيوخ سعوديين وخليجيين، اعترف بعدم ترشّح «أكبر دور النشر في مصر ولبنان» لجائزة أهمّ كتاب عربي، مدّعياً عدم معرفته بالأسباب الكامنة وراء هذا الامتناع.
وقد تطلّب الكشف عن «الانتكاسة» الثانية مقدمةً تبريريةً لطيفةً استدعت إشادة عبد المنعم بتاريخ الصحافة اللبنانية، قبل أن يعلن أنّ «مؤتمرنا السنوي يعقد عادة في بيروت، لكنّنا اضطررنا هذا العام إلى إقامته في مكان آخر». أما الأمين العام المساعد للمؤسسة حمد العماري، فلم يخف حماسته لانعقاد المؤتمر في دبي قائلاً: «خلال السنة الماضية، عقدنا مؤتمرنا العاشر في دبي أيضاً. وها نحن اليوم، برعايةٍ كريمة من صاحبِ السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نعود إلى دبي لنؤكّد مجدّداً تقديرنا للمساحة التي تمنحها هذه المدينة في مؤتمر أردناه على قدر طموحات مواطنينا في الوطن العربي، من رجال السلطة ــ وهم مواطنون أيضاً ــ ورجال الأعمال والعلوم والفكر والثقافة والأدب والمواطنين العاديين». وعرض العماري برنامج المؤتمر المرتقب، ذاكراً أسماء بعض المتحدّثين المشاركين في جلساته. واللافت أنّ من بينهم مصطفى عبد القادر أبو نبعة «من الجمهورية الدومنيكية» الذي سيشارك في جلسة «التنافس والتعاون: ما وراء حدود الوطن» الى جانب الأمين العام لهيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسّسات المالية الإسلامية محمد نضال الشعار من الجمهورية السورية. «المواطن والحكومات: رؤية مستقبلية» هو عنوان المؤتمر لهذا العام. لكن اللافت أمس كان غياب تقديمه وشرحه، ولو بشكل مقتضب، باستثناء إشارة سريعة لعبد المنعم الذي قال: «الجديد في مؤتمر «فكر 11» هذا العام أنّه يطرح موضوعاً يلامس الهموم الحياتيّة والمعيشيّة للمواطن العربي من خلال معادلة المواطن والحكومات من منظور اقتصادي واجتماعي». أما «الرؤية المستقبلية»، فلم يتفضّل الأمين العام بالتلميح إلى وجودها، لكنه شدّد على أنّ «مؤسّسة الفكر العربي» هنا لا تنحاز إلى رأي أو طرح، بقدر ما تهيّئ الزمان والمكان ــ بحسب تعبير سموّ رئيس المؤسسة ــ لكي يقدّم مفكّرو الأمّة وخبراؤها ما لديهم من رؤى وتصوّرات. كلّ ذلك بعيداً عن السياسة طبعاً، فلا مكان لعلاقة المواطن الخليجي أو السعودي بالحكومات إلا في إطار الاقتصاد والاجتماعيات. أما التمثيل الصحيح للمواطنين وحقهم في اختيار رؤسائهم من خلال الانتخابات الديموقراطية والاقتراع السرّي، فلم يخصص له المؤتمر الحادي عشر لـ«مؤسسة الفكر العربي» مكاناً، رغم أنّ المؤتمر يحمل عنوان «المواطن والحكومات».
بعد الإشارة إلى المشاريع التي ستطلقها المؤسسة خلال مؤتمرها المرتقب، كإطلاق إعلان «لننهض بلغتنا»، والتقرير العربي الخامس للتنمية الثقافيّة، أعلن عبد المنعم أسماء الفائزين بـ«جوائز الإبداع العربي» (وقيمة كلّ منها 50 ألف دولار أميركي). وجاءت الجوائز على النحو الآتي: «جائزة الإبداع العلمي» التي حصل عليها رائد زراعة الكلى في مصر والشرق الأوسط الطبيب المصري محمد غنيم؛ و«جائزة الإبداع الاقتصادي» التي حازها سعيد أحمد لوتاه من الإمارات؛ و«جائزة الإبداع المجتمعي» التي ذهبت إلى «الجمعيّة الكويتيّة لتقدم الطفولة العربيّة»؛ و«جائزة الإبداع الإعلامي» التي نالها «المركز الوطني لفنّ العرائس» في تونس. أما «جائزة الإبداع الفني»، فقد حصل عليها الفنان التشكيلي البحريني عبد الله
المحرّقي.