الليلة، يقام احتفال توزيع جوائز مهرجان BIAF في دورته الثالثة في قاعة «بافيون رويال ـــ بيال» (وسط بيروت) وتعرض فعالياته مباشرة عبر LBC الفضائية. وكان وزير السياحة اللبناني فادي عبود قد أعلن عن وضع كل إمكانيات الوزارة تحت تصرف لجنة «مهرجان بيروت الدولي للتكريم»، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد في فترة سابقة للإعلان عن انطلاق الدورة الجديدة، رغم الاضطراب الأمني الذي يعصف بلبنان والمنطقة.
22 شخصية ستحظى بالتكريم الليلة في «بيال»، اختارتها اللجنة المنظمة، التي ضمّت كلاً من جاك صراف، كلوديا أبي نادر، مجدي سعد، والممثلة اللبنانية رولا حمادة، بالاستناد إلى إحصاءات مدروسة، مكّنتهم من توسيع دائرة المكرمين، لتشمل شخصيات ذاع صيتها في العالم.
وقد علمت «الأخبار» أنّه سيجري تكريم عالم الفيزياء الأميركي من أصل لبناني إدغار شويري، والطبيب الشهير فيليب سالم، والشاعرة والأديبة الفرنسية من أصل لبناني فينوس خوري غاتا. لكنّ لجنة المهرجان لن تتوقف عند الإبداع اللبناني في المهجر فحسب، بل وقع اختيارها أيضاً على المؤلف الموسيقي الأردني Zade، الى جانب كوكبة من نجوم التمثيل والغناء والإعلام في العالم العربي، منهم الـ «سوبر ستار» راغب علامة، ونانسي عجرم، والمغنية الإماراتية أحلام. وبينما يصرّ أصحاب BIAF في تصريحاتهم الإعلامية على وجود نقاط اختلاف في نشاطهم وأهدافهم عن جائزة الـ «موريكس دور»، التي تُعنى فقط بتكريم أهل الفن، الا أنّ الهدف الربحي لا يغيب عن الجائزتين، وخصوصاً لناحية سعي المنظمين الحثيث إلى استقطاب الرعاة والإعلانات، وطرح تذاكر لحضور الحفلة في سوق سوداء تستهوي محبّي الظهور والاختلاط بالنجوم.
رغم تمكّن اللجنة المنظمة لـ «مهرجان بيروت الدولي للتكريم» من إقناع عدد من نجوم المغنى والتمثيل العرب من حضور المهرجان، كالممثل المصري حسين فهمي، والمغني الكويتي عبد الله الرويشد، والمغنية التونسية لطيفة، الا أنّ لائحة المكرمين التي شملت 22 اسماً غابت عنها كلياً شخصيات سورية، ما يعني أنّ أزمة حضور الفنانين السوريين للمحافل التكريمية صارت أمراً دائماً، وخصوصاً بعد غيابهم عن مهرجان «تايكي» الأردني. في «مركز قصر الملك الحسين بن طلال للمؤتمرات» في البحر الميت، حضرت أصالة فقط لتمثل بلدها سوريا. وبعدما منيت بخسارة تمثّلت في نيل آمال ماهر جائزة أفضل مطربة عربية لعام 2012، تمت ترضية صاحبة «سامحتك» بجائزة عن الفئة نفسها، لكن بحسب تصويت الجمهور (عن ألبومها الخليجي «شخصية عنيدة»). أما الصدمة الكبرى التي تلقاها أصحاب المهرجان الأردني، فكانت غياب نجوم الدراما السورية عن الاحتفالية، رغم وجود اتفاق مسبق. وقد تكلّفت إدارة المهرجان حجز تذاكر السفر لعدد من نجوم الدراما السورية فاقت العشرين، منهم قصي خولي، الذي كان متوقعاً أن يحضر من أميركا، وسلافة معمار، التي كتبت صباح الحفل المذكور على صفحتها على فايسبوك أنّها لن تحضر الى الأردن ليتم تكريمها بينما دماء السوريين لم تجف بعد. وغاب عن سمع المنظمين لـ «تايكي» باسم ياخور ومكسيم خليل وغيرهما من المرشحين لجوائز المهرجان. وبينما سارع المغني الأردني عمر العبداللات إلى مقاطعة المهرجان بحجة أنّ ادارة «تايكي» لا تتعامل بمهنية في اختيار الاعمال المرشحة للجائزة، توالت أسباب مقاطعة الفنانين العرب للجائزة الأردنية، منهم إليسا، ونانسي عجرم وتامر حسني بسبب عدم تبليغهم سلفاً نتائج تصويت الجمهور ولجان التحكيم. ورغم أنّ منظمي «تايكي» خصصوا جزءاً من ريع حفلهم للأعمال الخيرية، الا أنّ هذا لم يرفع عن مهرجانات التكريم العربية تهمة الغرق في العشوائية وغياب الصدقية عن اختيارات المرشحين، وجاء الاضطراب الحاصل في العالم العربي ليطرح سؤالاً عن جدوى إقامة هذه الاحتفاليات.