أخيراً، استفاقت وسائل الإعلام الغربية على أنّه على خارطة العالم دول تعاني منذ سنوات من جنون الإرهاب، ويسقط فيها ضحايا باستمرار، وهم ليسوا مجرد أرقام! علت في الآونة الأخيرة أصوات تستنكر ازدواجية المعايير، والتقصير الإعلامي الغربي في حق ضحايا الإرهاب في دول العالم الثالث، في مقابل إهتمامه بضحايا التكفير في فرنسا، وتفنيد قصصهم ونشر تفاصيل انسانية عن لحظاتهم الأخيرة.
وعلى الأثر، توجّهت أنظار الميديا الأجنبية إلى المنطقة، وتحديداً إلى بيروت، لتتحدّث عن يد الإرهاب التي ضربت برج البراجنة (الضاحية الجنوبية) يوم الخميس الماضي. وسط زحمة المقالات والتقارير الإخبارية التي تناولت هذا الموضوع وأبرزت القصص الانسانية المؤثرة للضحايا، أكثر ما أثار الإنتباه هو التركيز على عادل ترمس، البطل الثلاثيني الذي جنّب برج البراجنة مجزرة حين تمسّك بأحد الإنتحاريين، ليقضي شهيداً بعدما فجّر الإرهابي نفسه.
مواد صحافية بالجملة تطرّقت إلى عادل. شبكة ABC الاسترالية، تحدّثت بإسهاب عن «البطل»، موضحةً أنّه «ضحّى بنفسه من أجل إنقاذ المئات». «لم يكن الأستاذ ترمس في باريس، بل في منطقة برج البراجنة حيث قضى أكثر من أربعين شخصاً في اليوم السابق للإعتداءات الفرنسية، جرّاء الإرهاب أيضاً»، ذكرت الشبكة. وأضافت: «إنّه أسوأ إعتداء في البلاد منذ نهاية الحرب الأهلية فيها في 1990».
مقروناً بصورة لإبن ترمس أثناء تشييع والده، نشرت الـ «إندبندنت» البريطانية أمس مقالاً بعنوان «عادل ترمس: الأب البطل أنقذ مئات الأرواح عبر اعتراض الإنتحاري الثاني»، شرحت فيه تفاصيل ما فعله ترمس في تلك الليلة الدموية.
من جهتها، غطّت شبكة «سي. أن. أن.» الأميركية تشييع اللبنانيين لعدد من شهداء برج البراجنة، مسلطة الضوء بالأخص على عادل ترمس، وساردةً قصّته بالتفصيل، ومشيرةً إلى الحملات الإفتراضية الواسعة التي ما زالت مستمّرة لتحيّته وتخليد ذكراه. علماً بأنّها نشرت مع الموضوع صورة لزوجته زهرة الأتات وهي تبكي. لقطة مشابهة للأتات المفجوعة برفقة إبنها، نشرتها صحيفة «دايلي نيوز» في نيويورك في تدوينة صور من التشييع، مع تعليق مقتضب حول طبيعة الجريمة التي وقعت.
من جهتها، أفردت الـ «غارديان» البريطانية مقالاً موسّعاً للضحايا اللبنانيين، مع صورة لزهرة الأتات وهي تبكي مع إبنها وأقاربها إلى جانبها. أتى المقال على ذكر ما فعله عادل يومها، واحتوى على تصريح لإحدى قريباته وتُدعى نظمية طريف. هذه الأخيرة وصفت «داعش» قائلة: «إنّهم أناس بلا ضمير. أرجو أن يحلّ بهم أسوأ مما حصلنا لنا».