««الميادين» تلغي لقاءً مع المفكر الفلسطيني سلامة كيلة، ويُعتقد أنّ بن جدو تلقى أوامر بهذا من مموّله المجرم واللص رامي مخلوف». بهذه الجملة التي كتبها على الفايسبوك، فتح الصحافي السوري المعارض خالد الاختيار النار على القناة التي تعرّضت قبل انطلاقتها لاتهامات بأنّها مموَّلة من النظام السوري. هذه المرة، جاء الكلام على لسان أحد الصحافيين الشباب الذين عرفوا بصدقيتهم في نشر المعلومة.
لكن، لماذا تتهرب محطة تواظب على استقبال المعارضين السوريين من استضافة كيلة، رغم أنها تحاول تبنّي وجهة نظر معتدلة إزاء ما يحدث في سوريا؟ سألنا رئيس مجلس إدارة «الميادين»، غسان بن جدو، الذي نفى لـ«الأخبار» الأمر جملةً وتفصيلاً، مضيفاً: «لم يتم تداول اسم سلامة كيلة في كواليس المحطة، لا كضيف في حوار مستقل ولا في أحد البرامج، حتى إنّني تباحثت مع الزميلة راميا الإبراهيم حول ضيوف برنامجها «حديث دمشق»، وقد اختارتهم كالعادة بحرية مطلقة».
من جانب آخر، يقول الإعلامي التونسي «لا نقبل أن يمارس علينا ضغط من أحد، مهما اختلفت انتماءاته، ونعمل ضمن خط مهني حرّّ». واستغرب بن جدو طريقة تعاطي بعض الصحافيين مع «الميادين»، قائلاً: «مع انطلاقتنا وتعاطينا مع الملف السوري بحيادية وبنظرة متوازنة، فإنني أستغرب أنّه لا يزال هناك من يطلق علينا هذه الاتهامات الجزافية». ويخبرنا بأنّ محطته لا تضع فيتو على أي معارض سوري.
كل ذلك لا يقنع الصحافي خالد الاختيار، الذي أكّد صدق معلومته لـ«الأخبار»، قائلاً: «ليعذرنا بن جدو. المحطة واضحة المعالم، وطريقتها في العمل لن تقنع أحداً بأنّها تختلف عن سياسة مالكيها، أبرزهم رجل الأعمال السوري المقرّب من النظام رامي مخلوف الذي يقال إنّه يملك 51% من أسهم المحطة». وأضاف إنّ «الميادين» اتخذت «من العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة مطية لتذكّر بأنه لو كان النظام السوري معافى لكانت المقاومة أقوى، ولم تذكر أنّ حماس أغلقت مكاتبها وغادرت دمشق منذ زمن. كذلك، صمتت أمام رفع خالد مشعل علم الثورة فوق أرض غزة».
الخلاف يحسمه سلامة كيلة الذي أوضح لـ«الأخبار» أنّه تم الاتصال به للمشاركة في برنامج «حديث دمشق»، على أن يشارك في الحلقة أحد أعضاء الائتلاف الوطني وأحد المؤيدين للنظام. لكن في اليوم التالي، أخبروه بأنّ الحدث المصري يحتلّ المشهد، فتم إلغاء الحلقة. والحقيقة أنّ الحلقة بثت مساء السبت الماضي. وهنا يشرح كيلة: «فوجئت ببث الحلقة في وقتها المعتاد. وهي المرة الثالثة التي تتصرف فيها «الميادين» معي بهذه الطريقة». وعندما نخبره بحديث بن جدو، يعلّق: «هذا شأنه، لكنني لن أظهر على هذه المحطة ثانية. ومن يرد أن يتأكد، فليسأل سامي كليب الذي طلب مني القدوم قبل ساعة لكي يتمكن من رؤيتي». إذاً، هل استخدمت «الميادين» الفيتو من تحت الطاولة ضد المفكر الفلسطيني من دون علم بن جدو؟! يحقّ القول للإعلامي التونسي المتميّز: إن كنت لا تدري فتلك مصيبة، وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم!