بدعوة من «نادي لكل الناس»، تأتي الفنانة الفلسطينية الشابة رلى ميلاد عازر (الناصرة ــ 1991) إلى لبنان لتقدم الليلة حفلة «من فلسطين سلامٌ إلى بيروت» على خشبة «المركز الثقافي الروسي». رلى التي المتحدرة من عائلةٍ فنية (والدها هو الفنان ميلاد عازر)، تخوض تجربتها الأولى في الغناء خارج حدود الوطن الأم، لكنها ليست زيارتها الأولى إلى لبنان. جاءت قبلاً مرتين للعمل على مشاريعها الفنية المقبلة. يمكن القول بأنّها مشاريع ستكون متميزة من خلال تعاونها مع المنتج وعازف الباص اللبناني جان مدني (يمكن مشاهدة نتيجة تعاونهما الأوّلي معاً من خلال موال/ أغنية «جيت الدار» على صفحة الفنانة على فايسبوك ويوتيوب)، وزياد سحّاب، وريان الهبر، وعصام الحاج علي.
تؤدي عازر في الحفلة أغنيات من التراث الفلسطيني «بعضها معروفٌ جداً، والأخرى ربما سيستمع إليها الجمهور للمرة الأولى لأنها ستكون من تراث مدينة الناصرة تحديداً».
أعطى تراث العائلة الفني رلى حباً جارفاً للغناء فـ «جدتي صوتها جميل، لكنها لم تغنّ في العلن أبداً، ذلك أن حياة الفن في فلسطين مرتبطة بحدودٍ معينة، فإما على الانسان النزول والمشاركة في الأنشطة المحلية والأعراس تحديداً، وإما التوقف عن الغناء، وهذا ربما ما جعل والدي يقرر اعتزال الغناء، لكنني أشجعه كثيراً للعودة، فأنا أرى لمعةً في عينيه حين يشاهدني أغنّي». وكانت بعض الفيديوهات على يوتيوب تظهر الفنانة الشابة تغني مع والدها الذي لا يزال يتمتّع بصوتٍ شجي عذب.
تغني عازر على المسارح منذ نعومة أظافرها. هي تعرف الخشبة منذ عمر التاسعة تقريباً: «بداياتي كانت مع والدي. اهتم كثيراً بجعلي أتعلّم الغناء الصحيح، كما التربية الفنية الصحيحة، ولولا ذلك الجهد الكبير، لما كنت هنا». غنت رلى ضمن العديد من الفرق الفلسطينية المحلية مثل «حق للفن الملتزم»، و«بيت العود». تقول: «كنت فعلياً أشترك في أكثر من 3 أو 4 فرق معاً. بالتأكيد، لم يكن ذلك يتعارض مع تلك الفرق لأنّها كانت متنوعة. أهمية هذه التجربة أنّها ساعدتني في التخلص من خوف الصعود إلى المسرح، فضلاً عن تعليمي الغناء ثابتة على الخشبة».
ماذا عن الشخصيات التي أثّرت بها فنياً؟ تحدثنا رلى أنّها تتلمذت علي يد فنانين فلسطينيين كبار أمثال أستاذها الأوّل خضر شامة (من الناصرة) الذي غنّت معه لاحقاً في فرقة «حق للفن الملتزم»، وكذلك سامي خشبون (من منطقة كفر كنا) الذي علّمها لمدة ثلاث سنوات في «أكاديمية القدس للموسيقى والرقص». تقول عنه: «هو عازف كمان وعواد ويغني أيضاً. لقد ساعدني كثيراً في بناء شخصيتي الفنية والغنائية، كان يقسو علي أحياناً كي يشتد عودي الغنائي، ولكن ذلك أفادني في الوصول إلى أنا عليه اليوم». ولا تنسى عازر تأثير كميل شجراوي (عزف مع السيدة فيروز في السابق وفي أكثر من مناسبة) وهو من الناصرة.

تتعاون في كتابة وتلحين أغنيات مع ريان الهبر وزياد سحاب وجان مدني وعصام الحاج علي

لا تملك عازر ألبومها الخاص حتى اللحظة، وهذا ربما من الأمور التي دفعتها إلى زيارة لبنان الذي كانت تحلم في زيارته: «كنت أحلم بزيارة لبنان، فهو بلدٌ يمتلك ميزاتٍ خاصة، ونجوماً تأثرت بهم وتربيت على سماع أغنياتهم كفيروز ووديع الصافي». تعمل عازر حالياً على ثلاث أغنيات ستحاول إنتاجها على شكل «أغنيات منفردة» (single) ولن تكون جزءاً من ألبومها الذي ستصدره لاحقاً من لبنان، ذلك أنَّه حتى اللحظة لا شركات إنتاج في فلسطين، «لذلك فكرت في البحث عن شركة إنتاج تتولى أغنياتي خارج فلسطين، فأنا لدي مثلاً أغنية رائعة ولم أجد من يسجلها لي هناك. وللمفارقة اتصل بي الأستاذ كارم مطر (وهو فنان فلسطيني معروف) وأخبرني أنه خلال سفري إلى لبنان هذه المرة، قد قرر افتتاح شركة انتاج هناك». تتعاون عازر في الأغنيات مع ريان الهبر الذي يكتب ويلحن أغنية واحدة، وهو الذي كان فاتحة معرفتها بلبنان: «لقد تواصلنا أوّل الأمر عبر فايسبوك، وسرعان ما أصبحنا صديقين، وبت أرسل إليه أغنياتٍ بصوتي كي يسمعها ويعطي رأيه بها. وحين أتيت إلى هنا، تعرّفت مصادفةً إلى جان مدني، الذي أعجب بصوتي كثيراً». أما الأغنيتان الباقيتان فيتولى زياد سحّاب تلحينهما وكتابتهما (لم يتم الاتفاق على اسميهما بعد)، فيما يتولى عصام الحاج علي تلحين وكتابة «بحبك سفر» (باللهجة اللبنانية)، وسيتم التسجيل في استديو «جان مدني» الذي سيتولى الإشراف على الأعمال ومتابعتها.
وبعد مطالعةٍ لبعض الفيديوهات/ الصوتيات المنتشرة عن الفنانة النصراوية الشابة، يمكن ملاحظة أن صوتها يمتاز بالقوة والشجن، وتجيد غناء المواويل والأغاني التي تحتاج إلى الجهد، كما يبدو أنها مدربة بشكلٍ جيد على الأداء، فهي تستطيع بسهولة أن تصيب الجواب/ القرار أثناء غنائها من دون صعوبةٍ تذكر. يضاف إلى كل ذلك عدم خوفها من أداء المقامات الأكثر صعوبةً التي لربما تخشاها الفنانات الأكثر مراساً لأنها قد تجرح الحنجرة، أو تسبب إنهاكاً لها.
وبالعودة إلى أمسية الليلة، يرافق رلى عازر على المسرح كلٍ من زياد سحّاب (عود)، ريان الهبر (بيانو)، طراد طراد (ناي وكلارينيت)، سلمان بعلبكي (إيقاعات)، فؤاد عفرا (درامز)، وجان مدني (باص).

«من فلسطين سلامٌ إلى بيروت»: 20:30 مساء اليوم ـــ «المركز الثقافي الروسي» (بيروت) ـ للاستعلام: 03/888763

https://www.facebook.com/rolazar1/videos/697843083603926/