عندما قدّم ملحم بركات «بشار حامل رايتنا» للرئيس بشار الأسد قبل سنوات عدة، كان سعيداً بتلك النوتات وغنّاها بكل طمأنينة، لأنّ النظام السوري يومها كان «مرتاحاً» على وضعه. أما اليوم، فيمرّ الأسد بفترة صعبة كتبها التاريخ المعاصر، والفارق أنّ ملحم ما زال عند رأيه. بعدما صرّح على إحدى الإذاعات اللبنانية أخيراً بأنّه مهدد من قبل عصابات في المعارضة السورية المسلّحة، اتّصلت «الأخبار» بالموسيقار اللبناني الذي أكّد لنا أنّ البعض أبلغه بأنّ اسمه أُدرج فعلاً على «اللائحة السوداء»، إضافة إلى أنه تلقى إتصالي تهديد بسبب موقفه السياسي، ولكنهما لم يكونا من «الجيش الحرّ».
يتهرّب «أبو مجد» من إتخاذ موقف حازم مما يحدث في سوريا، معتبراً أنّه كان يجب معالجة كل المشاكل بالحوار والتراضي. يروي صاحب «شباك حبيبي»، أنه يوم إندلعت الاحداث في درعا أي قبل أقل من عامين، أعلن أنّه «وفيّ لبيت الأسد، وكل الفنانين أوفياء له لأنّه يحبّ ويدعم الفنّ على إختلافه».

وتابع بركات أنّ الحرب ضدّه استعرت، يوم زار بشار قبل شهر من إغتيال صهره آصف شوكت، طالباً منه مساعدة إنسانية يرفض الكشف عنها، لكنه يضعها في خانة قضية المفقودين في لبنان. لكنّ غالبية الناس لم يفهموا سبب تلك الزيارة وإعتبرها البعض سياسية، لكنّها عكس ذلك في الحقيقة. يصف الموسيقار موقفه بأنه ليس مؤيداً لبشار «حتى الموت»، لكنه «لا ينكر فضل سوريا عليه». كما أنه ضدّ ما يجري قتل ودمار، مضيفاً أنّه لم يعلن يوماً رأيه السياسي لأنّه «إذا تكلمت، سوف يطير رأسي. لدي معارف من الملوك والرؤساء، فهل أفصح للناس عن أسباب زياراتي لهم؟»، يكمل صاحب «حمامة بيضاء» جملة تساؤلاته قائلاً: «لماذا بيت الاسد هو الوحيد الذي يهتمّ بالفنان وتحديداً اللبناني؟ لماذا لا تقوم الدولة اللبنانية بواجبها تجاهه؟».
لا ينسى ملحم الأيام التي قضاها في سوريا و«أكل من صحنها». يقول: «يومها، كانت الحال على ما يرام، وكانت نسبة كبيرة من السياح الخليجيين يذهبون إليها بسبب الحفلات فيها.
أما اليوم فقد تغيّر الوضع». لا يتوقف الموسيقار عند هذا الحدّ من التصريحات، ها هو يتطرق الى الأزمة اللبنانية.
ويقول: «في ناس عم تستغلّ سلاح المقاومة لمواقفها السياسية. السلاح لن يتم نزعه».
ويصرخ «في البلد الذي يقال عنه بلد الثقافة والطب، لا توجد كهرباء. فإذا كان وزير الطاقة غير قادر على إصلاح تلك المشكلة، فليذهب إلى بيته»!. يطلق بركات كل أمنيات الخير والسلام للشعب السوري.
ويشبّه ما يحصل اليوم في العالم العربي بـ «الكمبيوتر الذي وجد لصالح البشرية، فهل يتم إستخدامه لتدميرها؟» لا يعرف صاحب «جيت بوقتك» من سينتصر في سوريا، لافتاً إلى أن التساؤل سيّد الموقف والساحة. في حال تسلّمت المعارضة الحكم في سوريا، هل تستلم بلداً مدمراً بالكامل؟ والعكس صحيح في حال إستمر الاسد في الحكم. والملفت هنا أنّه يعتبر أن السياسيين اللبنانيين مقصّرون تجاه سوريا، إذ كان عليهم زيارتها لحلّ مشكلتها. ويشرح «إذا كان الجيران يتشاجرون، فهل نتركهم؟».
ملحم المعروف بجرأته وصراحته ومواقفه الحازمة، هل تفتح تصريحاته شهية الفنانين اللبنانيين على التعبير عما يجري في سوريا؟ وألا يشعر بالخوف من خسارة جمهوره المعارض والمنتشر في أنحاء العالم؟