بغدادــ فكرة لافتة أقدمت عليها فضائية «السومريّة» العراقيّة بإنتاج ملحمة وثائقيّة عن الشاعر العراقيّ محمد مهدي الجواهري (1899 ــــ 1997)، بعدما حظي بشهرة تجاوزت حدود بلاد الرافدين ليصل صدى قصائده إلى مختلف البلدان العربيّة. ولعلّه «نظم في بعضها شعراً أكثر مما نظمه بحقّ مدينته الأم النجف»، كما قال الروائيّ زهير الجزائري في الحلقة الأولى من المسلسل الوثائقي الذي جاء بعنوان «كبرياء العراق»، علماً بأنّ العمل الذي ألّفه وأخرجه أنور الحمداني، يجمع بين اللوحات التمثيلية والشهادات، وقد ضمّ مجموعة من الممثلين كالعراقي عبد الستار البصري الذي جسد شخصية الجواهري وعمار شلق الذي أدى دور المتنبي... كلّ الشهادات التي قدّمت في الحلقة الأولى، كانت ضرورية لتمتلك المادّة الوثائقيّة ثقلاً أكبر عبر خلفيات المتحدّثين وتنوع اشتغالاتهم وإجماعهم على أهمية «شاعر العرب الأكبر». إلا أنّ حلقة الاثنين الماضي افتقرت إلى الترابط في المادة المعروضة، ما أحدث إرباكاً لدى المشاهد. راحت الكاميرا تتنقّل من الحديث عن علاقة الجواهري بكردستان وعرض لقطات من افتتاح شارع باسمه في السليمانية، إلى الحديث عن الملك حسين والقصيدة التي كتبها الجواهري في مديحه، ثم بثّت لقطات أرشيفيّة من أغانٍ مصرية في حبّ مصر عبد الناصر.أما فكرة الحواريّة (الروائيّة) بين اثنين من عمالقة الشعر العربيّ الكلاسيكيّ، وهما الجواهري (عبد الستار البصري) والمتنبي (عمار شلق)، فكانت مؤثرة ومثيرة للاهتمام. استعادت طفولة الجواهري من النجف إلى بغداد فدجلة، وصولاً الى دمشق، وعمان، بيروت... وشيئاً ممّا حلّ ببلده اليوم، وجددت في الأذهان الشبه بين هذين الشاعرين في التمرد والكبرياء وحتى إسباغ المدائح في حضرة ذوي النفوذ في الأمس واليوم.
الجيل الأحدث في كتابة الشعر في العراق كان له رأي في «الملحمة الوثائقيّة» عن الجواهري كما تسمّيها السومريّة. الشاعر علي محمود خضير رأى أنّ الحلقة الأولى لم تقدّم «الجواهري كلّه، بتناقضاته السياسيّة، وقصائد مدحه الطويلة للملوك والرؤساء مثلاً».
وإذا كانت الحلقة الأولى، قد حملت بعض الهنات في طريقة تقديم الأحداث دفعةً واحدة، فلا بدّ من الإشارة الى بعض الشهادات التي خرجت عن الكلام السائد حول فرادة الجواهري الشعرية، لتقدّم معلومات عن الشاعر، وخصوصاً شهادة العلامة الراحل محمد حسين فضل الله...

كل اثنين، 20:00 على «السومريّة».



العمالقة»... أيضاً


لا شكّ في أن قناة «السومرية» تولي إهتماماً خاصاً للسلسلة الوثائقية «كبرياء العراق»، حتى أنها حرصت على عرض اللقطات التي بثتها القنوات العربية يوم إعلان خبر وفاة الشاعر محمد مهدي الجواهري. وكدليل إضافي على تركيزها على حياة الشاعر العراقي الشهير، أعلن مدير المحطة جاسم اللامي أن الوثائقي هو «تمهيد لمسلسل «العمالقة» الذي يروي سيرة الجواهري. وقد كتب نصر العمل الدرامي الجديد السيناريست حامد المالكي». وحتى الساعة، تبدو الصورة ضبابية في ما يتعلّق بالمسلسل الأخير. إذ لم يحدّد بعد إسم المخرج، ولا الممثلين الذي سيشاركون فيه، ولا حتى موعد إنطلاق تصويره.