من خشبة «بابل» إلى «مسرح المدينة»، ومن «دوار الشمس» إلى «مسرح بيروت»، ستشهد العاصمة اللبنانيّة تجمّعاً مسرحيّاً يريده منظموه مهرجاناً، وعربيّاً، لكن هل النيّات وحدها تكفي؟ الدورة الثالثة لـ«مهرجان المسرح العربي» انطلقت أمس في قصر «الأونيسكو»، بمبادرة من «الهيئة العربيّة للمسرح» التي تأسست عام 2007 في الشارقة، بالتعاون مع «نقابة الفنانين المحترفين»، و«نقابة الممثلين في لبنان». اختير موعد الافتتاح ليتزامن مع «اليوم العربي للمسرح» في العاشر من كانون الثاني (يناير). رسالة اليوم الاحتفائي، كتبها المسرحي العراقي الكبير يوسف العاني (الصورة)، وألقاها أمس أمام جمهور بيروت سائلاً: «هل لدينا حقاً «مسرح عربي؟»». سيكون أمام المشاركين متسع من الوقت للإجابة عن هذا السؤال. حفلة الافتتاح شهدت تكريم أبَوَيْ المسرح اللبناني، أنطوان ولطيفة ملتقى، على أن تتواصل عروض المهرجان حتى 15 الجاري. مدير المهرجان المسرحي اللبناني جان داوود وعد «بحدث ثقافي ضخم»، ستطاول شراراته مسارح مدينة طرابلس الشماليّة. أما البرنامج الفقير ـــــ كمّاً ونوعاً ـــــ فلا يترك مجالاً لأوهام كبرى. كأنّه تجميع لما طاولته أيدي المنظمين، لا يُشغل بتقديم صورة أمينة عن راهن الحركة المسرحيّة العربيّة.
لكنّ ما سبق لا يلغي حضور بعض المواعيد الدسمة، إذ تقدّم رندا الأسمر عرضاً من مسرحيّة نبيل الأظن «فيفا لا ديفا» عن نص هدى بركات (هذا المساء ـــــ بابل، 6:00). ويشارك المخرج السوري أيمن زيدان بمسرحيّة «راجعين» المأخوذة عن نص للطاهر وطار (هذا المساء ـــــ المدينة، 7:30). المعلم اللبناني روجيه عساف سيقدّم عرضاً من «مدينة المرايا» (15/ 1 ـــــ دوار الشمس، 7:30). ويقدّم المهرجان العرض العربي الأوّل لـ«سيليكون» جديد المخرج السوري عبد المنعم عمايري (14/ 1 ـــــ المدينة، 7:30).
«سيكون المهرجان مناسبةً للتفاعل بين الفنانين العرب»، يلفت جان داوود المنهمك بالاستعدادات. هذا على الأقلّ الشعار الذي ترفعه الندوات الفكريّة: «تجربة المسرح العربي بين النخبويّة والجماهيريّة». وفي البرنامج عرض لتجارب أربعة مسرحيين، هم انتصار عبد الفتاح (مصر)، وجواد الأسدي (العراق)، وعز الدين المدني (تونس)، وروجيه عساف (لبنان). ومن ضيوف المهرجان الممثلة المغربيّة لطيفة أحرار التي تعرّضت لحملات في بلدها أخيراً.


حتى 15 كانون الثاني (يناير) الجاري ـــــ www.atitheatre.ae