اختيار الفائز في البرنامج ليس بعيداً عن السياسةمُفارقات عدّة كانت تُمكن ملاحظتها لحظة إعلان فوز المُغني اليمني بلقب المُسابقة. كان التصفيق الحادّ والكثيف مع صياح الحاضرين الذي ترافق مع بدء طيران العدوان السعودي بقصف مواقع قريبة من المكان. كان صوت الانفجارات مسموعاً بقوة في اللحظة التي كان محمّد عبده يلقي كلمته الختامية متمنياً أن «يعود اليمن السعيد سعيداً وبكامل صحته». وكما هو معروف، فـ «فنان العرب» كما يُطلق عليه أو «أبو نورا»، قد ترك اليمن في وقت مُبكر باتجاه «الأرض الحرام» مدفوعاً بالبحث عن لقمة العيش. يتذكّر اليمنيون جيداً الحفلات الثلاث التي أداها محمّد عبده في ثلاث مدن يمنية عام 2004، وتعمّد خلالها عدم ارتداء الزي السعودي التقليدي. وحين سألته مذيعة في قناة «اليمن الأولى» في حوار بُثّ على الهواء مُباشرة، عن أصوله اليمنية، وجد ذلك مُحرجاً له واكتفى بإجابة غير مُباشرة قائلاً إنّه «بعد إجراء حواره التلفزيوني، سيذهب لزيارة شقيقته المُقيمة في منطقة قريبة من مدينة الحُديدة الساحلية»، وهي من أقرب المُدن اليمنية الكبرى باتجاه الحدود مع المملكة. لم تكن المذيعة من الذكاء لتفهم إجابة عبده بأنه لا يقدر فعلاً الإجابة مُباشرة، وحاولت إعادة السؤال مرة أخرى في حين راح هو يتحدّث عن أشياء أخرى.
مع كل هذا، لا يبدو اختيار اليمني الشاب فائزاً بلقب المُسابقة في دورتها الأولى، بعيداً عن السياسة. ظهر الأمر كأنه محاولة تقريب بين اسمي السعودية واليمن. لكنّ أحداً لم ينتبه إلى أنّ المسابقة التي تحمل اسم مطربها يمني الأصل وكذلك الشاب الذي فاز بها. هكذا ظهر اليمن فائزاً من الجهتين، في حين ما زال الطيران السعودي يواصل عدوانه على فقراء اليمن.