رغم مساحته الصغيرة، اتسع «استديو زقاق» لتجربة مسرحيّة نادرة، قادتها آنّا فورس. المسرحيّة ومصمّمة الرقص البريطانية، قادت خلال اليومين الماضيين، ورشة عمل حركيّة، ستتوّجها بعرض بعنوان «بحر/ امرأة»، يحتضنه «مسرح مونو» الليلة وغداً. تعرّف الجمهور المحلي على «زقاق»، من خلال اقتباسه اللافت لنصّ الألماني هاينر مولر «هاملت ماكينَه» عام 2009. في «بحر/ امرأة» تقوم فورس، ومعها الممثلة المسرحية الصربية مايا ميتيك، باقتباس نصّ «السيدة الآتية من البحر» للنروجي هينريك إبسن (1828 ـــــ 1906).
نشّطت فورس وميتيك إذاً، حلقتي تمرين مكثّف، شملت مؤدين لبنانيين. ركّزت الأولى على تقنيات ارتجال الاحتكاك Contact improvisation، فيما ركّزت الثانية على طريقة التعاطي مع النص وتفكيكه. تقنيات ارتجال الاحتكاك، تمرين مخصص عادةً للراقصين المحترفين، لا الممثلين، ابتدعه الراقص الأميركي ستيف باكستون (1939)، تلميذ ميرس كونينغهام. «الهدف من هذا التمرين مساءلة جسد الممثل بالدرجة أولى، حول ما الذي يحول دون تحرّره؟»، تشرح فورس. «أمزج تقنيات باكستون، بفنون القتال الآسيوية، وخصوصاً الأكيدو، والتاي شي. والهدف توطيد علاقة الممثل بجسده، وتطوير طريقة تعاطيه مع المساحة المسرحيّة، وخصوصاً مع أجساد المؤدين الآخرين».
ستطبَّق هذه التقنية، على نص إبسن، وبطلته إليدا. تفكّك فورس هنا النص الأساسي، وتضعه على مرمى من التدريب والاختبار. مايا ميتيك ستؤدي قصّة البطلة في ذروة أزمتها العاطفية والزوجيّة، وفي الوقت نفسه ستؤدّي دور الممثلة التي تتمرّن على دور إليدا. «سنمزج بين منهج ستانيسلافكي، وتقنيات البوتو، وأشكال مسرحيّة أخرى يمكن الجمهور المتيقّن والخبير تمييزها»، تشرح ميتيك. عودة فورس وميتيك إلى نص من القرن التاسع عشر، كانت نابعة من إيمان المخرجة أوّلاً بأنّ «النص لا يمكن أن يكون قطعة متحفية، بل جسماً قابلاً للتفكيك والتجديد»، لكنّها كانت نابعةً من معضلة معاصرة، تعيشها النساء اليوم وكل يوم، كما تقول فورس، «ألا وهي سؤال حرية الاختيار».

«بحر/ امرأة»؛ 19:00 مساء اليوم وغداً ـــــ «مسرح مونو» (الأشرفيّة). للاستعلام: 01/202422
محاضرة فنية لآنا فورس؛ 19:30 من مساء 28 كانون الثاني (يناير) ـــــ «استوديو زقاق» (فرن الشباك). للاستعلام: 03/855943