في الذكرى الخمسين لرحيله، تحوّل لوي فيردينان سيلين (1894–1961) إلى كائن ملعون في بلاده. فقد أعلن وزير الثقافة الفرنسي فريدريك ميتران، إقصاء الأديب الفرنسي الكبير من «ديوان الاحتفالات الوطنيّة» في دورته لهذا العام. يصدر الديوان المذكور منذ 25 عاماً، ويختار كلّ سنة تكريم مجموعة منتقاة من الأدباء وأعلام الثقافة الفرنسيّة.
جاء قرار ميتران امتثالاً لمناشدات سيرج كلارسفيلد رئيس «جمعية أبناء وبنات اليهود المرحّلين من فرنسا» الذي طالب بإقصاء سيلين عن التكريم بسبب مواقفه «المعادية للساميّة». لكنّ قرار معاقبة أعظم أديب فرنسي في القرن العشرين إلى جانب مارسيل بروست، لم يمرّ مرور الكرام. بعض المثقفين الفرنسيين هاجموا ميتران، معتبرين أنّه لا يتمتع بأي صدقية، بسبب دعمه للنظام التونسي المنهار. بعضهم سأل ساخراً لم لا يعاقب فولتير المعروف بإفادته من نظام العبوديّة؟ آخرون وصفوا موقف الوزير بـ«القمعي» وسألوا: «هل يعني ذلك أنّه يجب منع رائعة سيلين «رحلة إلى آخر الليل» من المكتبات؟»