عمان ــ باراك أوباما الذي ألقى عام 2009 خطابه الشهير في «جامعة القاهرة» مطالباً بالإصلاح، أصرّ أمس على ضرورة «التزام الهدوء في الشارع المصريّ». لكن ما زاد موقفه إحراجاً هو التغطيّة العالميّة، وتحديداً الأميركيّة، للثورة المصريّة. أمس، خصّصت القنوات الأميركيّة مثل CNN وMSNBC، وحتى القناة Fox news مساحة واسعة من برامجها لتغطية هذا اليوم.التغطيات لم تكن محايدة، أو لم تتطابق مع الموقف الأميركيّ الرسميّ. سادها مزاج باقتراب نهاية نظام حسني مبارك. تسأل مقدمة أخبار CNN مراسلها في القاهرة بن ويديمان: «نحن في أميركا والملايين حول العالم بدأنا نحكي عن مصر ما بعد مبارك». لكنّ ويديمان أجابها بأنّ من المبكر الحديث عن هذا الأمر. قبل ذلك، كان ويديمان يتعرّض لمحاولات من الأمن المصري لإيقاف تصوير تقرير كان يبثّه بالقرب من ميدان التحرير.
أما جريدة «نيويورك تايمز»، فخصصت صفحة لآخر الأخبار التي تردها من مراسليها في القاهرة، مشيدةً بتغطيّة قناة «الجزيرة». بينما كان الإعلاميّ المشهور جون ستيوارت يتساءل في برنامجه: «إذا كانوا لا يحبون مبارك، فلماذا يستمرون بانتخابه بمعدلات كبيرة؟».
على الجانب البريطانيّ، كان المزاج راديكاليّاً بوضوح. وما زاد هذا الاتجاه ظهور مراسل «قناة بي بي سي عربيّ» في القاهرة، أسد الله الصاوي، بقميص مضمّخ بالدم ليروي أنه تعرّض للضرب من رجال أمن بملابس مدنيّة يحملون مواسير حديديّة.
على الأرض، اضطر الصحافيون العالميون إلى تناقل الأخبار بالطرق التقليديّة. وبين الحين والآخر، نقل مراسلو الوكالات أنباءً عن فقدان مصورين وزملاء أو اعتقالهم. لكن ربما استفاد الصحافيون من خدمات الأقمار الصناعيّة وخدمات الإنترنت التي لم تنقطع عن بعض فنادق الـ5 نجوم لنقل أخبارهم، وحتى إرسال أخبارهم عبر موقع «تويتر».
هذا الموقع الذي تحوّل بسرعة إلى أداة ثوريّة، كان أمس مصدراً مهمّاً لهؤلاء الصحافيين في ظل صعوبة التحرّك. هكذا استعمل مراسلو «الجزيرة الإنكليزيّة» الموقع لنقل الأخبار أولاً بأول على موقع القناة على الإنترنت.