الدار البيضاء| عندما كان الرئيس المصري حسني مبارك يعلن يوم الجمعة الماضي إقالة الحكومة وتشكيلة وزارية جديدة، كانت القناتان المغربيتان الرسميتان ـــــ الأولى والثانية ـــــ مسترسلتين في نقل سهرة موسيقية من دون خبر واحد تحت الشاشة يعلن الحدث. «كأنّ ما حدث لا يستحق إيقاف البث ولا يهم المغاربة»، والتعليق لأحد النشطاء على «فايسبوك» في المملكة. هذه الصورة تلخّص تعامل الإعلام الرسمي المغربي مع الثورة المصرية، والتغطية التلفزيونية الرسمية التي لم تذكر كلمة «ثورة» ولو مرة واحدة في تقاريرها.

حتى عندما تطورت الأحداث، واستشهد أكثر من مئة مصري، وتحدى المصريون حظر التجوال، كان الخبر الأول الذي فضّلت القناة الأولى الرسمية بدء نشرتها به هو «فوز المغرب بتنظيم كأس أفريقيا للأمم لعام 2015». في وقت غابت فيه عن التقارير المتلفزة عبارة «يسقط مبارك» التي صارت عنواناً لثورة أبناء النيل. القناة الثانية أيضاً سارت على النهج نفسه، ومعظم الإذاعات التابعة للقطب الإعلامي الرسمي اكتفت بذكر شذرات الخبر، من دون الحديث عن الثورة، ولا عن رغبة الشعب في إسقاط مبارك.
أما الصحف المغربية، فانقسمت إلى ثلاثة خنادق: الصحافة الرسمية التي تمثّلها جريدتا «الصحراء المغربية» و«لوماتان». وهاتان سارتا على خط الإعلام الرسمي. تابعتا الأحداث عبر أخبار قصيرة في الصفحات الداخلية. أما الصحف الناطقة باسم أحزاب سياسية مغربية، فاهتمت بالثورة المصرية، مخصصةً لها صفحاتها الأولى، وخصوصاً جريدة «الاتحاد الاشتراكي» الناطقة باسم حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية (يسار إصلاحي). وقد وضعت أمس على صفحتها الأولى عنواناً كبيراً بالأحمر العريض: «نهاية نظام مبارك؟». أما جريدة «التجديد» الناطقة باسم حزب العدالة والتنمية (إسلامي معتدل)، فوضعت أيضاً عنواناً كبيراً على صفحتها الأولى: «الشعب المصري مصمّم على رحيل الاستبداد».
وسط هذا، برزت تغطية الصحف المستقلة لـ «ثورة الفل» المصرية. إذ غيرت العديد من هذه الصحف «ماكيتاتها»، ونشرت ملاحق إضافية لمتابعة أحداث مصر. كما خصّص رؤساء تحريرها أكثر من افتتاحية عن الموضوع. وبرزت صحيفة «الأحداث المغربية» التي وضعت أمس صورة كبيرة على صفحتها الأولى تصدّرها عنوان: «هل يستعد مبارك للرحيل عن السلطة في مصر؟». وتميزت أيضاً صحيفة «أخبار اليوم» المستقلة التي خصص رئيس تحريرها أكثر من افتتاحية لإبراز الحدث والإشادة بالثورة المصرية.