في أمسية لا تشبه غيرها من الحفلات الموسيقية، يستضيف الـ»ميوزكهول» يوم الأحد الفنان الفلسطيني سيمون شاهين ومعه مجموعة من الموسيقيين المميزين هم شربل روحانا وريما خشيش وبسّام سابا، إضافة الى أنجيلا هونانيان وطارق رنتيسي. ريع هذه الأمسية التي تنظّمها «جمعية الرعاية الصحية»، سيذهب الى تمويل برنامج غسيل الكلى في مخيّم البداوي الخاص باللاجئين الفلسطينيين.
حتى الأمس، لم يكن برنامج الأمسية محدداً بعد. في انتظار وصول شاهين الى لبنان ومناقشة المقطوعات التي ستقدّم، لم يكن الموسيقيون يملكون فكرة واضحة عمّا سيتمّ تقديمه خلال الأمسية. ولكن الأكيد أنها ستضمّ أغنيات من التراث العربي، إضافة الى مقطوعات من تأليف شاهين وأداء منفرد للموسيقيين على المسرح، بما يعنيه ذلك من ارتجالات أيضاً.
سيمون شاهين، «فيرتويوزو» العود والـ»فيولون» كما يلقّب، اعتاد إقامة الحفلات التي يذهب ريعها الى قضايا إنسانية، سواء تعلّق ذلك بفلسطين أو بمساعدات صحية أو مادية. ذات مرّة، قال الفنان الذي بدأ العزف على العود منذ سنّ الخامسة ودرس العزف على الـ»فيولون» في «كونسرفاتوار القدس للموسيقى الغربية» إنّه ما إن حمل وعزف على هاتين الآلتين، حتى شعر أنهما أشبه بامتداد لذراعيه. ويبقى أكبر نجاح له ألبوم «بلو فلايم» حيث تمتزج الروحان الشرقية والغربية في عمل جعله يترشح لـ11 جائزة «غرامي» مع فرقته «قنطرة».
لن يكون شاهين وحده على المسرح. ترافقه أسماء لها قيمتها الخاصة في مجال الموسيقى أيضاً. بسام سابا تخصص في العزف على الفلوت وأكمل دراساته في باريس. يعطي الدروس في نيويورك حالياً. ونظراً الى تمرّسه في الوقت عينه على تقنية العزف على الفلوت الغربي والناي العربي، فقد طوّر منهجاً خاصاً لتعليم العزف. العلاقة الموسيقية بينه وبين شاهين تعود إلى سنوات بعيدة، حيث عمل الاثنان عن كثب. اللقاء مع سيمون شاهين في نيويورك غيّر وجهة سابا حيال الموسيقى العربية الكلاسيكية. حثّه الفنان الفلسطيني على العودة إلى الآلات العربية بما فيها العود والناي. ففي عمل شاهين ميل واضح الى الموسيقى المعاصرة أو خلطة ثقافات. هذا العمل المشترك جعل سابا يركّز مع شاهين على الموسيقى العربية من الناحية الأكاديمية، فأدرك غناها بالايقاعات وبالتركيبات. تعمق كذلك في مفهوم التقسيم في الموسيقى العربية وتطرق الى كيفية إيصاله إلى الطلاب.

أغنيات من التراث العربي وأداء منفرد للموسيقيين المشاركين

إضافة الى شاهين وسابا، عازف ماهر آخر سيكون من بين المشاركين في الأمسية. مبدع العود اللبناني شربل روحانا سينضمّ بآلته الى الأمسية ليضفي عليها المزيد من الغنى. وبمعزل عن موهبته في العزف والتأليف، فروحانا هو واضع منهج خاص للعود يتبع في تعليم الآلة في لبنان منذ سنوات. ولا يكفّ عن المشاركة في ورش عمل حول العالم وتقديم الحفلات الموسيقية بصحبة «فرقة بيروت للموسيقى الشرقية» التي أسسها عام 2007، حتى بات من أكثر الموسيقيين اللبنانيين نشاطاً.
من ناحية الأداء الصوتي، تستضيف الحفلة أيضاً الفنانة اللبنانية ريما خشيش. بدأت الغناء العربي الكلاسيكي منذ كانت طفلة في التاسعة من العمر. هذا النوع من الفن الغنائي يجري في عروقها كما تقول منذ أن كانت صغيرة جداً. لذا قادها هذا الشغف الى الاحتراف وإتقان الغناء وأصوله في المعهد العالي للموسيقى حيث أعطت الدروس أيضاً. تميل خشيش في فنّها الى التراث العربي الكلاسيكي، خصوصاً الموشحات والأدوار. وتحبّ أن تذكر دائماً أنه رغم تعاملها مع موسيقيي جاز غربيين في حفلاتها الموسيقية، فهي في المقابل لا تؤدي موسيقى غربية، بل شرقية مئة في المئة. آخر أعمالها يعود الى عام 2013، بعنوان «هوى» قدّمت فيه مجموعة من الموشحات.
من ناحية أخرى، سيرافق الموسيقيين على المسرح إيقاعاً الفنان الفلسطيني طارق رنتيسي. الأخير خرّيج «جامعة بيركلي» في الولايات المتحدة حيث حاز شهادة في العزف الايقاعي. كما أنه يؤدي جنباً الى جنب مع أسماء كبيرة في الموسيقي المعاصرة الأميركية اليوم. وستعزف كذلك الأرمنية أنجيلا هونانيان على التشيلو خلال الامسية، علماً أنها عضو في الاوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية.

أمسية لسيمون شاهين: 20:00 مساء غد الأحد ـــ «ميوزكهول» (ستاركو ـ بيروت) ـ للاستعلام: 01/999666