القاهرة| «مكرم بيه يا مكرم بيه... دم الشهداء بكام جنيه»، هذا ما ردّده الصحافيون المصريون أمس في نقابتهم، أثناء اجتماع عاجل يهدف إلى سحب الثقة من نقيب الصحافيين مكرم محمد أحمد (الصورة). في تلك الأثناء كان المتظاهرون في شوارع مصر قد أطلقوا شعاراً جديداً: «نريد إسقاط إعلام النظام»، تلك الصحافة التي دأبت على التضليل والتزوير، على صورة نقيبها الذي تفرّغ للدفاع عن الرئيس حسني مبارك وتخوين الثوار.
وقد تفاقمت الأزمة بين الصحافيين ومكرم محمد أحمد أول من أمس عندما حاول الأخير المشاركة في الجنازة الرسمية للصحافي الشهيد أحمد محمود، الذي اغتالته رصاصات الشرطة المصرية فى تظاهرات «جمعة الغضب»، فما كان من الحاضرين إلا أن طردوه من مقرّ النقابة، لكنه بقي مصراً على دخول مكتبه. ولعلّ اللافت في كل ما جرى أن العدد المطلوب لعقد جمعية عمومية تسحب الثقة من النقيب، اكتمل بعد ساعة واحدة من فتح أبواب النقابة. ويُتوقع أن تُعقد الجمعية الأسبوع المقبل، على أن يكون قرار فصل مكرم محمد أحمد «بداية تطهير النقابات المهنية من عملاء الأمن»، كما يردّد الصحافيون. وفي إطار دعمهم للثورة الشبابية، أعلن الصحافيون إطلاق حملة تبرعات للمتظاهرين، واتفقوا على تخصيص معاش لأسرة الصحافي الشهيد أحمد محمود. وفي الإطار نفسه، تقدّم هؤلاء ببلاغ إلى مجلس النقابة للتحقيق في ملابسات استشهاد الصحافي المذكور برصاص أحد حرس وزير الداخلية بسبب تصويره ممارسات بلطجية الداخلية. والجدير بالذكر أن توافر وثائق عدّة عن القضيّة، وتسجيلات للجريمة، يسهّل عمليّة فتح تحقيق في ملابسات هذا الاعتداء القاتل.
من جهة أخرى، يُتوقّع أن يتقدّم عدد من الصحافيين العاملين في المؤسسات القومية ببلاغ إلى النائب العام، للتحقيق مع رؤساء مجالس إدارات هذه الصحف ورؤساء التحرير السابقين والحاليين لمعرفة مصادر ثرواتهم التي تضخمت فى السنوات الأخيرة. وطالب العاملون في هذه المؤسسات بأن يصدر النائب العام قراراً بمنعهم من السفر. كذلك ينوي عدد من العاملين في مؤسسة «أخبار اليوم» التقدم ببلاغ للنائب العام ضد رئيس مجلس الإدارة السابق بسبب ما يعرف بميزانية « الهدايا» التي تتجاوز 4 ملايين دولار سنوياً تذهب كهدايا إلى عدد من المسؤولين، على رأسهم رئيس مجلس الشورى صفوت الشريف، وتراوح هذه الهدايا بين السيارات وعلب المجوهرات... بينما بلغت الميزانية نفسها في مؤسسة «الأهرام» أكثر من 18 مليون دولار في عهد إبراهيم نافع.
وضمن سلسلة التحركات التي أطلقها العاملون في المؤسسات الإعلامية، تظاهر أمس صحافيو «روز اليوسف» ضد رئيس مجلس الإدارة كرم جبر، ورئيس التحرير عبد الله كمال. وردّد المعتصمون هتافات مطالبة بالرحيل الفوري لجبر، وكمال، ومحمد أبو النور رئيس تحرير مجلة «صباح الخير»، مع التشديد على محاسبتهم عن المخالفات التي ارتُكبت في عهدهم.