انتظرناكِ والحلمُ يسابقُ الحلم بكِ، إليكِ
حملنا الوجعَ ثلاثينَ
فها أنتِ تلدين
انتظرناكِ
والوجعُ يسابقُ الوجع منكِ، إليكِ
حملنا الحلمَ ثلاثينَ
فها أنتِ تلدين
صرّتكِ هرَم
ماءُ رحِمِكِ نيل
وصرختُك موجُهُ العاتي
كم كان طويلاً مخاضُكِ
وكم عضَضْنا على الجرح
ننتظركِ على طول البحر
من بيروتَ إلى غزّة
والموتُ يأتينا من كلِّ صوب
أين كنتِ؟
مستلقيةً في فيء نخيلكِ
تنظرين إلى انتفاخ البطن واستدارة الوركِ
حبلى بما سيأتي كنتِ
ونحنُ يا مصرُ لم نفقد بوصلةَ النبضِ
في غزّةَ القتلِ كنّا نراه
في غزّةَ القتلِ كنّا نراه
ينتفضُ من خلفِ أسوارِ السجن
ووَصَلَنا إلى الجنوبِ ارتجاجُ النفَسِ وتوقُ الروح
انتظرناكِ
وها أنتِ تلدين
مولودُكِ بالسُمرة يعبَقُ
بهيُّ الطلّةِ مكتنز
غذّتهُ عروقٌ من دم
فلم يخرجَ إلى سريرٍ ناعم
بل على الأرض مشى من فوره
رافعاً صراخهُ الهدّار
قد اكتمل جسمُه للتوّ
فما كان طفلاً من ولدتِ بل ملايين النساءِ والرجال
يا مصر
يا أمّ الدنيا
ها قد عدتِ

* بيروت ۷ شباط (فبراير) ۲۰۱۱