في الوقت الضائع، دعا وزير الثقافة اللبناني في حكومة تصريف الأعمال سليم وردة أمس إلى مؤتمر في مكتبه في الوزارة للحديث عن مشروع مرسوم تنظيم وإدارة عمل «صندوق التعاضد الموحّد للفنانين»، لكن مع انتهائه، تبيّن أنّ المؤتمر مجرّد إعلان نيّات حسنة لم يبدأ تطبيقها الفعلي على الأرض. ذكّر وردة بأن قانون تنظيم المهن الفنيّة صدر خلال تولّي تمام سلام وزارة الثقافة في نهاية عام 2008. مع ذلك، استمرّت معاناة الفنانين على أبواب المستشفيّات. ونذكّر هنا بما تعرّض له الممثّل الراحل كمال الحلو الذي مُنع من دخول المستشفى لتلقّي العلاج.
وأضاف وردة «حين نعلم بوضع بعض الفنانين، نحاول القيام بواجبنا بمساعدة وزارة الصحة»، لافتاً إلى أن «دخول القانون حيز التطبيق، يحلّ المشكلة، وبالتالي تظل الأمور استنسابيّة». وتوقّف الوزير عند التطورات الأخيرة في الأسابيع الماضية، مشيراً إلى أنه «بعد جهد متواصل استمر 13 شهراً، رفعنا كتاباً إلى مجلس شورى الدولة في منتصف تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، لأخذ رأيه في مشروع المرسوم، ثم توصّلنا إلى الصيغة النهائيّة ورفعتها يوم الاثنين الماضي إلى أمانة رئاسة مجلس الوزراء».
ويتمتع الصندوق باستقلال مالي وإداري ومجلس إدارة يضع سياسته ويكون مسؤولاً عنها، ويهدف إلى تقديم الضمانات الصحيّة والاجتماعيّة إلى المنتسبين إليه، من الوفاة إلى الحوادث الجسديّة، مروراً بمساعدة المنتسبين عند الزواج والولادة، وتشجيع التعليم والتخصّص، وتقديم المنح والقروض لهذه الغاية، وتأمين معاش تقاعدي. ويُموَّل الصندوق عبر مساهمة وزارة الثقافة، واشتراكات أعضاء النقابات، على أن تُقتطع نسبة 2 بالمئة من مردود الحفلات التي تقام على الأراضي اللبنانيّة، و10 بالمئة من عقود الفنانين الأجانب، أسوةً ببقية الدول العربيّة والأجنبيّة.
واستوضح نقيب ممثلي المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون جان قسيس عن توقيت وضع المشروع قيد التنفيذ، فكان الجواب بأن المراحل التحضيريّة انتهت، ويفترض «انتظار ولادة الحكومة الجديدة»، لكن ماذا لو وُضع المشروع في الأدراج مع تأليف الحكومة المقبلة؟ وماذا عن الضمانات؟ يجيب الوزير بأنه «يكفي أنه قطع مرحلة مجلس شورى الدولة، ورفعناه إلى الأمانة ولن يأخذ وقتاً لإقراره، إنما تجدر متابعته من الجهات المعنيّة».
ببساطة، يمثّل هذا الاجتماع اللقاء الأخير بين النقابات والوزير، لكن ما ذُكر لا يعدو كونه تذكيراً بـ«الإنجازات» التي حقّقتها الوزارة، في استصدار قانون طالب به الفنانون لعقود، وظلوا حتى بعد صدوره ينتظرون تطبيقه.