منذ أسبوعين، سارع سفير تونس في لبنان محمد سمير عبد الله، ومستشاره الخاص لسعد المحيرصي، ومحاسب السفارة لطفي حمدي، إلى ترتيب عملية إتلاف كبيرة لوثائق وكتب مولتها الوكالة التونسية للاتصال الخارجي... والسبب أنّ معظم هذه الملفات تتحدث عن الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، وتمجّد زوجته ليلى الطرابلسي.الغريب أنّه في اللحظة التي كان يسقط فيها الشهيد تلو الشهيد في تونس الخضراء، كان «سفير ليلى بن علي» في لبنان، يعمل على ترتيب ندوة إعلامية لمناقشة كتاب «ليلى بن علي وتطلعات المرأة العربية إلى الحداثة» (دار الميثاق للدراسات والنشر) للباحثة اللبنانية رفيف صيداوي. وكانت الندوة ستعقد في 20 كانون الثاني (يناير) في فندق «البريستول». في كتاب صيداوي، يبدو إعجاب المؤلّفة واضحاً بليلى الطرابلسي. فقد كتبت في تقديمها: «السيدة ليلى بن علي، هي سليلة التاريخ النضالي المشرّف للمرأة التونسية، إيماناً منها بأن تحرير المرأة مرتبط ارتباطاً جدلياً، بتحرّر المجتمع سياسياً واقتصادياً وفكرياً وثقافياً واجتماعياً». وتضيف الناشطة في «تجمّع باحثات» و«مؤسسة الفكر العربي» والأستاذة في كلية التربية في الجامعة اللبنانية، أنّ «السيدة ليلى بن علي تحمل إذاً في ذاكرتها كل ذلك التاريخ المضيء، ومضت في تجسيده وفق رؤية تقدمية لقضايا المرأة»! للأسف (أم لحسن الحظ؟)، لن تصل هذه الكلمات إلى القارئ العربي، فقد كان نصيب كتاب صيداوي التلف إلى جانب كتب أخرى أُعدمت في «معمل الشويفات لتدوير الورق»، بعدما انتفت الحاجة إليها... ليس هدفنا التعريض بباحثة رصينة نحترمها، بل تسليط الضوء على الفخاخ المنصوبة أمام المثقفين العرب.