قد لا يبدو وارداً، أن يقارن المرءُ، بين ما جرى في تونس ومصر، وبين ما قد... قد يجري في العراق. والسبب المعروف تماماً، والمتجاهَلُ تماماً، واردٌ تماماً في هذا السياق:
العراقُ مستعمرةٌ
العراق بلدٌ محتلٌّ (البند السابع)
العراق خارج القانون.

ومن هنا، تأتي استحالة أن يحدث في المستعمرة، ما حدثَ في بلدَين مستقلَّين: تونس ومصر.
لماذا؟
أوّلاً لأنّ مَن نصّبوا أنفسَهم أحزاباً تمثِّلُ الشعب العراقيّ، باعوا هذا الشعبَ، في فندق هيلتون متروبوليتان بلندن،
حين دعَوا المستعمِر إلى احتلال بلدهم.

ثانياً لأنّ هؤلاء: من الحزب الشيوعيّ إلى حثالات أحمد الجلبي تولَّوا خدمة بريمر، نائب الملِك، في إدارته الأولى.
وثالثاً، والأمرُ أدهى هنا، أنّ الشعب العراقيّ صوّتَ بكثافةٍ، ومرّتَينِ، لانتخاب هؤلاء الأوباش.
ورابعاً، لأنّ مَن يُسَمَّون مثقّفي البلد، هم الأشدُّ تعصُّباً للاحتلال وحكوماته المتعاقبة، سواءً كان هؤلاء في داخل العراق أو خارجه.
وخامساً، لأنّ الجيش غير موجودٍ، ولأنّ قوى الأمن الأخرى هي عصاباتُ قتَلةٍ.

مَن يعلِّق الجرسَ، إذاً؟

مَن؟

أيكون أوباما أيضاً؟
(لندن 8/2/2011)