ينضمّ الـ«هيب هوب» إلى «فايسبوك» و«تويتر» في قيادة الثورة. بعد تونس وما تشهده مصر الآن، لا نبالغ إذا قلنا إنّ حيّزاً كبيراً من الانتفاضتين قاده شباب الإنترنت من أمام شاشات الكمبيوتر، وأشعله مغنّو «الراب» من وراء «المايك»... أليست تجربتا الناشط المصري وائل غنيم والرابر التونسي «الجنرال» دليلين كافيين؟ ألبوم «مش بعيد» دليل إضافي على تحوّل الـ«هيب هوب» إلى منبر حقيقي وصادق لتطلعات جيل بأكمله نحو الحرية والعيش بكرامة. الأسطوانة متوافرة للتنزيل مجاناً على موقع «خلاص»، وهي المجلّد الأول من مجموعة ستصدر تباعاً. تأسّس الموقع قبل سنتين على أيدي شباب ليبيين «من المنفيين في الولايات المتحدة»، وينادي بإطاحة نظام معمر القذافي.
ولهذا الغرض، فتح «خلاص» صفحته منبراً للدعوة إلى يوم الثورة الليبية في 17 شباط (فبراير) الحالي. في «مش بعيد»، جمع فريق الموقع باقة من أفضل أغاني الـ«هيب هوب» في تونس، ومصر، وليبيا، والجزائر، من بينها أغنية «ريّس البلاد» لـ«الجنرال»، و«حكومة» للرابر الجزائري الشهير لطفي دوبل كانون. الرابر الليبي ابن ثابت يُبقي هويته الحقيقية طيّ الكتمان، ويستقبلك على صفحة «فايسبوك»، الخاصة به، بصورة القائد التاريخي عمر المختار. في أغنية «سؤال» يخاطب ابن ثابت القذافي قائلاً: «...ما هو يا معمر مستحيل الهروب/ الانتقام يجيك زي القطار في الحيط/ ح نحرقوك في مادة/ جيب اغلي الزيت». هناك ثلاث مشاركات مصرية في الأسطوانة لـ«أحمد روك»، و«ريفولوشن ريكوردز»، و«رامي دون جوان». يقول هذا الأخير في أغنيته «ضد الحكومة»: «ماسكَك وداقَك/ وبقالو ثلاثين سنة بيدُقَّك/ عمَّال يسُكَّك/ وإنت ساكت ومخيّط بُقّك/ وبسيفو يشقَّك/ ما إنت ميت ومموت مُخَّك/ كفاية نوم/ كفاية موت/ كفاية سكوت». في أغنيته «فهمتكم»، يتخيّل الرابر التونسي محمد علي بن جمعة الصورة) مواجهةً بينه وبين زين العابدين بن علي. نسمع صوت بن علي يردِّد: «أردت أن أوصيكم على طياراتي وشركاتي وسياراتي وقصوري وبنوكي وإذاعاتي وأملاكي وأموالي وهكتاراتي...»، فيردّ عليه صوت الرابر الشاب: «Game Over انتهت اللعبة». لهجة تنطبق في العمق على كلّ أغنيات «مش بعيد». نسمع شباباً يخاطبون الحاكم بلغة الندّ للند، يشتمونه ويهزأون به... أمّا غلاف الأسطوانة فصور مسوخ مشوّهة، هي كولاج لوجوه القذافي، ومبارك وبن علي!


يمكن تنزيل ألبوم «مش بعيد» كاملاً على الرابط الآتي:
http ://enoughgaddafi.com