مأساة الطائرة الإثيوبيّة التي تحطّمت على الشاطئ اللبناني قبل أكثر من عام، ستنتقل إلى الشاشة الصغيرة من خلال عمل درامي يحمل عنوان «وداعاً». نال هذا الخبر حصّته من الترويج الإعلامي حتى قبل بدء الاستعدادات لتصويره. لكن العمل الذي كتبه طوني بيضون وتنتجه شركة «فينيكس بيكتشر إنترناشونال» وتخرجه كارولين ميلان، توقّف فجأة من دون توضيح الأسباب الحقيقية. طبعاً ليس جديداً على الرقابة في لبنان أن تفرض شروطها على الأعمال الدرامية. وقد حصل ذلك مع أنطوان غندور في مسلسل «أبو طحين»، ومع مروان نجار في «ضحايا الضحيّة»... هكذا منذ الإعلان عن «وداعاً» الذي سيصوِّر تفاصيل عن حياة الضحايا وأُسَرِهم في ستّ حلقات (مبدئياً)، أثار ردود فعل عدّة بسبب موضوعه المثير. ويدرك المخرج إيلي معلوف هذا الأمر جيداً، رغم أنّه يؤدي هذه المرة دور المنتج فقط
، إذ حملت إليه المخرجة كارولين ميلان النصّ لينتجه، فوافق بعد مشاورات مع رئيس مجلس إدارة lbc بيار الضاهر.
ويردّ معلوف على كل من اتّهمه بـ«القضاء على المسلسل وهو في المهد» قائلاً إنّ العمل «تأجّل تصويره لفترة فقط بانتظار أن يحصل النص على موافقة الجهات المعنيّة نظراً لدقّة الموضوع».
إذاً ستتأجل ولادة العمل بانتظار استقرار الوضع السياسي الداخلي وتأليف الحكومة. وستتأجّل معه فرصة متابعة مسلسل سيجذب نسبة عالية من المتابعة. يصوّر «وداعاً» قصة أربع عائلات قبل المأساة وبعدها. العائلة الأولى هي عائلة أرناؤوط التي فقدت ابنها مصطفى. وسيؤدي دوره الممثّل بيتر سمعان، نزولاً عند رغبة عائلة الضحية.
العائلة الثانية التي سيضيء عليها المسلسل، هي آل الخازن التي خسرت ابنها خليل الخازن. وقد رُشِّح الإعلامي روبير فرنجية لأداء دوره، في أولى تجاربه الدرامية. كذلك سنتابع حياة الغطّاس ألبير عسال. وقد رشِّح في بداية الأمر الممثل خالد السيّد لتجسيد دوره، لكن يبدو أن الخيار الأخير رسا على عمّار شلق. كذلك ستكون للضحية الإثيوبية شيتو حصتها في العمل، بعدما قررت مغادرة لبنان إلى بلدها والزواج بالشاب الذي تحبّه، قبل أن تلاقي حتفها في الرحلة المشؤومة.
ويبدو أن المسلسل لن يبدأ مع سقوط الطائرة، بل سنتعرّف في البداية إلى الضحايا وعائلاتهم عن قرب، ثمّ تتطوّر الأحداث فتسقط الطائرة، ونتابع الوضع النفسي لذويهم بعد الحادث. وتقول المخرجة كارولين ميلان لـ«الأخبار»: «نحن ملزمون بتبنّي القصة الموثّقة كما وردت في التحقيقات. لكن عملنا يتحدّث عن العائلات من الجانبين الإنساني والاجتماعي، بينما نترك البحث والتحري للتحقيقات والصحافة». وتلفت إلى «تخصيص ثلاث حلقات لعمليات البحث التي أجراها الأهل، على أمل إيجاد الجثث. كذلك نتناول الطريقة التي تلقّّت بها العائلات الخبر المفجع، وننقل وقع الصدمة، وسير الحياة بنحو دراميّ. لكن لن نترك النهاية مأساوية لأنها ستكمل ويجب أن يظل الأمل موجوداً».
وفي انتظار الإفراج عن نص «وداعاً»، ينهمك المخرج إيلي معلوف بمجموعة من الأعمال بين تنفيذ وإعداد، أولها «خيوط في الهواء» من سلسلة «ملائكة العدالة» من تنفيذه، وبطولة فادي إبراهيم، ونهلا داوود، وجيني إسبر، ووسام حنّا. ويطرح قصّة جريمة تُرتكب في فندق ويلفّها الغموض. وتزامناً، يصوّر مسلسل «الحب القديم» من كتابة فراس جبران وبطولة مازن معضم. كذلك يعدّ لمسلسل «الحب الأسود» (كتابة جويل الفرن)، و«ثلاث ستّات برات البيت» (كتابة مروان العبد) اللذين سيحملان توقيع المخرجة كارولين ميلان، بعد عودة المياه إلى مجاريها بينها وبين معلوف. وهناك مشروع قد يعرض في رمضان هو «الأرملة والشيطان»، وقد رشحت لبطولته رولا حمادة التي ستطلّ لأول مرّة في إنتاجات «فينيكس بيكتشر إنترناشونال»، بعد اعتذارها عن أعمال عدّة. لكن يبدو أنها حريصة على عدم القطع مع المخرج والمنتج (إيلي معلوف) الذي رشّحها لأكثر من عمل في الفترة الماضية، وكانت تعتذر خوفاً من ألّا تكون إطلالتها بالمستوى الذي تتمناه.
هل ترصد الجهة المنتجة الميزانية المناسبة لمسلسل «وداعاً»، رغم ما تواجهه شركات الإنتاج من تقشّف الشاشات المحلية؟ رغم أن بعض مشاهد العمل ستتكّل على الغرافيكس، فإن ميزانيته لن تكون صغيرة، خصوصاً أننا أمام ستّ حلقات لا 30. في الحالة الثانية، يمكن المنتج أن يسخى على حلقة معينة عندما تقتضي الضرورة، ويوفر في مصاريف حلقات أخرى. وهنا يشدد معلوف على أنه سيوفّر للسداسيّة ما تحتاج له لتخرج على النحو اللائق.



جيني تعلّم اللبنانيات درساً

قرّر المخرج إيلي معلوف الإفادة من وجود الممثلة السوريّة جيني إسبر في لبنان خلال مشاركتها في برنامج «ديو المشاهير»، ورشّحها لبطولة مسلسل «خيوط في الهواء»، ولم يتأخّر في عرض بطولة مسلسل آخر عليها هو «الحب القديم»، خصوصاً أن البرنامج عرض على المحطة التي يتعامل معها حصراً منذ سنوات أي lbc. ويبدو أنّ تعامل إيلي معلوف مع النجمة السورية في أعمال عدة ليس بريئاً، بل يهدف من خلاله إلى تلقين درس لبعض الممثلات اللبنانيات اللواتي اعتدن الاعتذار عن عدم أداء بطولة مسلسلات حتى قبل قراءة نصوصها.