تمرّ موسيقى الراي في الجزائر بمرحلة فتور. هي تواصل مخاطبة الطبقات الشبابية، المهمشة والمعزولة، لكنها تتعرّض للإقصاء من الجهات الرسميّة. لطالما ارتبط الراي بالشاب خالد والشاب مامي، لكنّ هذين النجمين بهت حضورهما أخيراً، بسبب تقلص عروض الأول وسجن الثاني في فرنسا. يحاول جيل جديد مواصلة المسيرة، غير أنه يعجز أحياناً عن مواجهة الرقابة. طويلة هي لائحة مغني الراي الجدد الممنوعين من الإذاعة والتلفزيون في الجزائر بحجة «البذاءة والابتذال والمساس بالأخلاق العامة».
من بين هؤلاء الشاب كادير الجابوني الذي يقول لـ«الأخبار»: «صوّرت في منتصف العام الماضي فيديو كليب أغنية «بلا بيك» وسلمت نسخة للتلفزيون. لكنّها لم تُعرض رغم أن الصور وكلمات الأغنية تحترم الميول العامة».
أمام احتكار السلطة للقطاع السمعي البصري، يجد محبو الراي أنفسهم مشتتين بين «فايسبوك» و«يوتيوب» ومحال الأشرطة القليلة بحثاً عن أحدث إصدارات الراي. ويتعرض عدد من المغنين لنوع من التعتيم الرسمي بسبب اختلاف خياراتهم الفردية كما هي الحال مع الشابة جنات أو الشاب هواري المنار الذي يعلن صراحة ميوله المثلية. «ليس مهماً أن يمنعني التلفزيون من الظهور في الوقت الحالي. ثقتي في الجمهور والشباب والبسطاء الذين أخاطبهم هي المكسب الأهم»، يقول المنار.
بعدما فرض الجيل الجديد من مغني الراي نفسه بين الطبقات الشعبية، تواصل وزارة الثقافة الجزائرية فرض حصارها عليه... فهي تنظم مهرجان راي يتيماً سنوياً في مدينة سيدي بلعباس (غرب البلاد)، لكنّها تمنع مشاركة «المغضوب عليهم».