تستضيف «أيام سينما الواقع»، كلّ عام، أحد أبرز السينمائيين التسجيليين في العالم. هكذا احتفت دمشق في السنوات الماضية بالمخرج التشيلي الشهير باتريسيو غوسمان صاحب ثلاثية «معركة تشيلي»، وبالفرنسي نيكولا فيليبير صاحب «أن أكون وأن أملك»، وبالأميركي د. أ. بينيبيكر رائد السينما المباشرة وصاحب «لا تنظر إلى الخلف»...في الدورة الرابعة، أعطيت صدارة البرنامج لواحدة من ألمع المخرجات التسجيليات في العالم اليوم. إنّها البريطانية كيم لونجينوتو التي صنعت منذ أواسط السبعينيات حتى اليوم أكثر 20 شريطاً. تصنف لونجينوتو كمخرجة كلاسيكية، تصنع أفلامها بصبر طويل، وتجول العالم راسمةً لوحة إنسانية لواقع لا يبدو إلا سيئاً. يعرض المهرجان أربعة من أفلام لونجينوتو التي تشتغل باستمرار على مواضيع المرأة والطفل والتعليم. سيشاهد الجمهور باكورتها «كبرياء المكان» (6/ 3 ــ 8:00)، حيث ندخل في مدرسة داخلية كاثوليكية متزمّتة للبنات أواسط السبعينيات، درست فيها السينمائيّة البريطانيّة خلال مراهقتها، قبل أن تهرب منها. وعادت إليها متخرّجة من معهد السينما، لتصنع فيلماً بات مرجعاً في الحركة التسجيليّة، وكانت من نتائجه... إغلاق تلك المدرسة. عن تلك التجربة، قالت لونجينوتو: «السينما التسجيلية أنقذت حياتي. كانت فرصتي الوحيدة لكي أتصالح مع العالم». يعرض أيضاً فيلم لونجينوتو الأخير «الساري الوردي» (8/ 3 ــ 7:30) الذي حظي بنجاح نقدي وجماهيري كبير. تدور أحداث الفيلم في الهند حيث تعمل سامبات بال للدفاع عن حياة النساء في منطقتها الريفية الفقيرة. يعتمد الشريط إلى درجة بعيدة على شخصية سامبات الآسرة التي تضع المتفرج كذلك في مواجهة نفسه. إذ تقدم نفسها كشخصية مركّبة تركيباً استثنائياً، ملغيةً ما هو معتاد من نمطية في التعامل مع القضايا المطلبية. خلال العام المنصرم، كرّمت لونجينوتو في أكثر من عشرة بلدان، ومن قبل مهرجانات كبرى مثل «شيفيلد» و«هوت دوكس» الكندي. وفي مئوية يوم المرأة العالمي في الثامن من آذار (مارس)، ستقدم في دمشق محاضرة مفتوحة للجمهور... فيما تعرض أفلامها في أكثر من ثلاثين بلداً في تلك الأمسية.

الساري الوردي: 8:30 مساء اليوم وغداً ضمن مهرجان «نساء في مجتمعات مهددة» ــ «مسرح بابل» (بيروت). للإستعلام: 01/744033