يردّد جهاد درويش قول الشاعر الفارسي سعدي الشيرازي: «صحّي الحكاية بتصحّيك». ويشير الحكواتي اللّبناني المقيم في فرنسا إلى أهميّة الحكاية الشعبيّة على المستوى التربوي، لكونها تحمل خلاصة قيم المجتمع الذي تنبع منه. منذ عام 2000، يدأب «مسرح مونو» على إحياء التراث الشفهي والحكاية الشعبيّة. يصرّ المسرح على إعادة الاعتبار إلى فنّ الحكواتي، من خلال تنظيمه «المهرجان الدولي للحكاية الشفهيّة والمونودراما».ينضوي المهرجان تحت لواء «مدرسة الحكايات» (منذ 2004)، وقد انطلقت نسخته الثانية عشرة أمس في قبو «كنيسة القديس يوسف» (مونو) على أن تستمرّ حتى 13 آذار (مارس) الحالي، كما عوّدنا في كلّ عام، يجمع المهرجان خمسة رواة سيخبرون القصص باللّغة الفرنسية.
هذا العام، يشهد المهرجان عودة اللّغة العربية إلى المسرح، مع الحكواتيَّين اللبنانيّين سارة قصير وأحمد طيّ. في اختياره للرواة المشاركين، يحاول المدير الفنّي للمهرجان جهاد درويش المزج بين رواة محترفين، وآخرين حديثي العهد في المهنة. «أحد أهداف المهرجان خلق فسحة للّقاء بين الرواة من مختلف أنحاء العالم والتجارب، نظراً إلى قلّة محترفي هذا الفن في مجتمعاتنا الحديثة». يشارك في «المهرجان الدولي للحكاية الشفهيّة والمونودراما» هذا العام، الفرنسيان لوران ديكار، وكاترين كايو، والجزائري المقيم في فرنسا سعيد رمضان، واللبنانيّان سارة قصير وأحمد طيّ، إضافةً إلى درويش.
بعض المشاركين تدرّبوا على يدي درويش مثل سارة قصير وأحمد طيّ، أو تأثّروا بمدرسته مثل كاترين كايو. على مدى خمسة أيام، سيخبر الرواة قصصهم للصغار والكبار على حدّ سواء في قبو الكنيسة الدافئ، إذ يتميّز فنّ الحكواتي بكونه مسرحاً لكلّ الأعمار، بحسب المسؤول الإعلامي في «مسرح مونو» الممثل نصري الصايغ: «إنّه يعتمد على عمليّة الارتجال التي تصبح أكثر إثارة بتفاعل الجمهور معها». ويرى الصايغ أنّ مسرح الحكواتي يشبه السهرات الحيّة.
وكما درجت العادة كلّ عام، سيجتمع الرواة جميعاً في اليوم السادس والأخير من المهرجان، وسيشاركون في «مسابقة الكاذبين».
تشهد الدورة الحالية غياباً لورش العمل التي كانت تقام عادةً على هامش المهرجان، بسبب ارتباطات الرواة الخارجيّة، إلّا أنّ الحكواتيين لن يفوّتوا الفرصة في توسيع مروحة لقاءاتهم. هكذا، سيخصّصون الفترة الصباحيّة لجولات على بعض المدارس ليفرغوا فيها... جعبتهم من
الحكايا.

حتى 13 آذار (مارس) ـــــ «قبو كنيسة القديس يوسف» (مونو ـــــ الأشرفيّة). للاستعلام: 01/202422