دمشق | بعد طول انتظار، أعلنت «المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي» إطلاق أول أعمالها التلفزيونية خلال مؤتمر صحافي عقدته أخيراً في أحد فنادق دمشق. وقد كشفت المؤسسة عن خطتها لهذا العام، الذي يفترض أن يشهد إنتاج خمسة مسلسلات، وأكثر من فيلم تلفزيوني.المسلسل الذي أعلنت المؤسسة انطلاق تصويره هو «سوق الورق»، الذي كتبت نصّه آراء الجرماني في تجربتها الأولى في كتابة الدراما التلفزيونية، وسيخرجه السوري أحمد إبراهيم أحمد. وقد رأى الأخير في حديث لـ «الأخبار» أنّ العمل يتميّز بمتانة النصّ، مستبعداً أن تكون الكاتبة قد أسرفت في الجرعات الانتقادية، خوفاً من أيّ صدام رقابي. مع ذلك، وصف العلاقة مع المؤسسة الحكومية بأنّها مريحة،
مضيفاً إنّه كان حراً في خياراته الفنية، لكنه آثر النقاش مع مديرة المؤسسة ديانا جبور من أجل الاتفاق على الخيارات وفقاً للميزانيات المتاحة.
أما آراء جرماني، فقد شرحت أنّ النص الذي كتبته يحكي عن الحياة، وتحديداً الشباب الجامعي السوري من خلال مجموعة من الطلاب والعلاقات التي تربط بعضهم ببعض، كما يغوص النصّ في عالم الإدارة الجامعية وفسادها، إضافةً إلى إضاءته على الدور الذي يؤدّيه الإنترنت ووسائل الاتصال الحديثة في حياة هؤلاء الطلاب، والحيز الذي يشغله الفضاء الافتراضي في حياتهم، إضافةً إلى مواقع التواصل الاجتماعي التي تحظى بإقبال كبير في سوريا.
ويُسلّط المسلسل الضوء خصوصاً على الفساد الذي جعل عدداً كبيراً من الأشخاص يظنون أنّ كل شيء قابل للتحقق في ظل غياب المعايير، وتلاشي الثوابت في الكثير من المجالات التي تزداد خطورتها عندما يتعلّق الأمر بسلك التعليم. يعرض المسلسل نماذج تقدّس مصلحتها والمال، وتسير وفق منطق «أنا ومن بعدي الطوفان»، لكنّ هذه النماذج الفاسدة ستصطدم أيضاً بمجموعة من الحريصين على القيم العليا والمصلحة العامة.
وفي خط متصل، يتحدث العمل عن بنية اجتماعية تحكمها المظاهر، وعن تماهيها مع الطبقة المترفة. مقابل هؤلاء، سنشاهد طبقة أخرى قنوعة تحلم بمصائر أرقى وأفضل. هكذا، ينطلق المسلسل من الجامعة مع بداية الفصل الدراسي حتى وصول الطلاب إلى الامتحان. تدور الحكايات وتكشف أنماط الطلاب ومستوى تفكيرهم، ثم تدخل الأحداث إلى عمق مجتمع الجامعة والأماكن المحيطة به مثل المدينة الجامعية، وتكشف عن حالات الفساد التي تعتري هذا المجتمع بدءاً من فساد الأساتذة، وصولاً إلى عمليات الطرد التي تحصل ظلماً. إضافةً إلى شخصياته المتخيلة من طلاب وأساتذة جامعيين، سيقدم المسلسل شخصيات واقعية شهدتها جامعة دمشق على مدى تاريخها الطويل، منها شخصية الرجل الأعرج الذي يعمل بائع صحف في الجامعة، وكان الطلاب يختلفون دوماً بشأن عمله الأساسي، إذ شكّ كثيرون في أنّه عنصر استخبارات مزروع بين الطلاب، وخصوصاً أنه يتمتع بحنكة الحوار وبحسّ الطرافة والتعليقات الساخرة الحاضرة دوماً في ذهنه.
أما على المستوى الاجتماعي، فإن الشخصيات في معظمها تحاول إحداث نقلة في حياتها على مستوى تغيير المهنة أو البيت أو المصير الاجتماعي أو العائلي...
من جانبها، تحدثت الإعلامية والكاتبة ديانا جبور عن جهود المؤسسة لتسويق أعمالها إلى المحطات الفضائية بمشاركة الفنانين الذين يعملون معها، وإشراك الصحافيين والإعلاميين في هذه المهمة من خلال عقد مؤتمرات دورية لإبقاء الإعلام على اطلاع على آخر الأعمال. وأكدت أن ميزانية العمل تفوق مليون دولار، وهو رقم جيد بالنسبة إلى الأعمال المعاصرة.
رمضان المقبل سيكون الموسم الأول الذي سينتظر فيه المشاهد أعمالاً سورية من إنتاج حكومي مع باقة من نجوم الدراما السورية والوجوه الشابة، منهم: سلّوم حداد، ومكسيم خليل، وباسل خياط، ومرح جبر، وعبد الهادي الصباغ، وعبد الحكيم قطيفان، ورغد مخلوف، وعلا باشا، ويامن الحجلي، وأيمن عبد السلام وآخرون.
بعيداً عن ذلك، يبقى السؤال عن مدى جرأة «سوق الورق» في فضح الفساد الحقيقي الذي تعانيه الجامعات السورية. هل سيتوقف عند أحداث حقيقية شهدتها جامعة دمشق من طرد لأساتذة في كلية الإعلام بسبب تورطّهم في تلقّي الرشى، مروراً بالملف الذي نشر في مجلة سورية عن محاولة أحد أساتذة قسم الأدب الفرنسي استغلال الطالبات جنسياً، وصولاً إلى تسريب أسئلة المسابقات الرسمية من أحد أساتذة قسم الإعلام أيضاً؟ هل سيحكي المسلسل مثلاً عن سرقة طالبة سورية رسالة ماجستير؟ أم عن الإساءة المتعمدة التي تعرّض لها رائد القصة السورية زكريا تامر من جانب لجنة نقاش رسالة دكتوراه في كلية الآداب في جامعة دمشق؟ أسئلة برسم رمضان المقبل.
مشاريع حكومية بالجملة
كشفت الإعلامية ديانا جبور عن نية «المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي» إنتاج خمسة مسلسلات، أوّلها «سوق الورق»، ثم «ملح الحياة» للكاتب حسن م يوسف، وسيخرجه الفنان أيمن زيدان. كذلك، سيُعرض مسلسل كناية عن لوحات كوميدية كتبها شادي دويعر وسيخرجه علي ديوب. وكشفت جبّور عن نيتها إنجاز مسلسلين مقتبسين عن روايتي حنا مينة «شرف قاطع طريق» و«المصابيح الزرق». وقد أعد السيناريوين وكتبهما محمود عبد الكريم، وسيخرجهما ثائر موسى ومحمد عبد العزيز. فيما ستعمل المؤسسة على إكمال مشروع اقترحه النجم باسم ياخور، ويكتبه الروائي والسيناريست خالد خليفة، إضافةً إلى إنجازها فيلمين تلفزيونيّين.
1 تعليق
التعليقات
-
اتمنى ان يحكي المسلسل عن فساد كلية التربية بدمشقعندما درست في كلية التربية بدمشق من سنوات طويلة جدا كان لدينا بعض اساتذة فاسدين جدا سنة 89يستغلون المحاضرة بتصرفات لا تناسب و يسرقون عنوان من شؤون الطلاب و رقم هاتف احيانا و يتكلمون باسماء مستعارة و بطرق مختلفة مقرفة احيانا و صبيانبة احيانا اخرى تدل على بيئتهم المنحلة او المغلقة المقموعة احيانا اخرى و كانوا يرسلون بعض الاشخاص المزعجين الى العنوان للازعاج وكذلك في الطريق بعد انتهاء المحاضرة احيانا مما اثبت عدم وجود القيم لديهم بسبب كثرة الاساءات التي سببوها بسبب تخلف عقولهم التي لا تستوعب القيم المعتدلة في المجتمع لانهم يفسرون الامور خطئ و المجتمعات و التصرفات حسب عاداتهم المتخلفة المغلقة و حسب نفوسهم المريضة المتفسخة التي لا تستوعب اختلاف العادات و المجتمعات و ينطلقون بالاحكام من خلال مجتمعهم و عاداتهم فقط مع ان ذلك ليس المقياس و ليس الاعتدال هذه التصرفات منهم كانت غير مريحة لي و ليس لها اي تفسير و كانت سبب تركي الجامعة مع اني كنت اريد الدراسة اكثر لكن تصرفاتهم كانت مزعجة مزعجة و بعد سنوات قررت ان اواصل الدراسة لمستوى اعلى على توقع ان لا تعاد تلك التصرفات من الاساتذة لكن الذي حدث ان تصرفاتهم كانت ابشع و قد شوهوا لي ورقة طلب الموافقة على الدراسة مع انهم وافقوا لكن موافقتهم كانت بطريقة لا تدل على وجود قيم لديهم و كرروا اتصالات الهاتف و اشياء كانت ابشع من السابق مما جعلني احاول ان اسال عميد الكلية لكنه تحجج انه مشغول و كان ذلك سنة 99و كان هو اصلا احد الفاسدين و لا افهم لماذا فعلوا كل ذلك مما جعلني ارفض ان اتابع الدراسة و ارفض البقاء في سوريا كلها بالاضافة لاتهم كانوا قبل ذلك قد كتبوا تقاريرا للمخابرات كاذبة و قد كانت مزعجة لي خاصة و انها بدون اسباب اليس هذا فسادا و قلة قيم و تخريب و تخوبف و عنف بدون اسباب و انحراف من قبلهم