في جهد دؤوب لافت، يعمد منظمو «مهرجان طرابلس للأفلام» على الدوام إلى الدفع باتجاه تحويله إلى مهرجان عالمي، بشكل يعيد إلى الواجهة قيمة عاصمة الشمال في الثقافة والفن، ويكسر أحادية ومركزية تنظيم المهرجانات، والأنشطة الثقافية في العاصمة بيروت.
اليوم، تعود النسخة الثالثة من المهرجان الذي انطلق قبل عامين في أحلك الظروف، لتُرسي قيم السلام والمقاومة الثقافية حتى 27 نيسان (أبريل) الحالي.
على هامش هذا الموعد،
يُقام مهرجان «المنتدى»
ليومين متتاليين

بدءاً من شعاره ورقة شجرة الليمون التي تزهر في الربيع، ارتأى المنظمون من أبناء المدينة العريقة تظهير هذا البعد بغية الحفاظ على «صورة طرابلس حية ومشرقة»، كما لفت رئيس بلديتها عامر الطيب الرافعي، إبّان إطلاق فعاليات المهرجان أخيراً.
عند السابعة من مساء اليوم، تنطلق النسخة الثالثة من «مهرجان طرابلس للأفلام» في «مركز الصفدي الثقافي» في طرابلس مع فيلم التحريك القصير «موج 98»، للمخرج اللبناني الشاب إيلي داغر، الذي نال السعفة الذهبية في مهرجان «كان» السينمائي العام الماضي. الموعد الثاني مع الفيلم المصري «بتوقيت القاهرة» (21/4: مركز العزم الثقافي ــ بيت الفن الميناء) للمخرج أمير رمسيس، في عرضه الأوّل على الأراضي اللبنانية، وهو العمل الأخير الذي شارك فيه الفنان الراحل نور الشريف.
عشرات الأفلام المشاركة لهذا العام، اختيرت بين مئات الأعمال الهامة من وثائقيات، وأفلام تحريك، وأخرى روائية طويلة وقصيرة، من مختلف أنحاء العالم: لبنان، الولايات المتحدة، إيطاليا، إيران، فرنسا، هونغ كونغ، مدغشقر، فلسطين ، مصر وإيرلندا... لتُعرض ضمن أيام المهرجان السبعة. أما مسابقة التحكيم الدولية للمسابقة الرسمية في المهرجان فتتألف لجنتها من ستة أعضاء هم: السينمائي والناقد الفرنسي فيليب جالادو، الروائية والسينمائية اللبنانية ــ الفرنسية ياسمين خلاط، المخرج السينمائي المصري أمير رمسيس، إلى جانب المخرجة اللبنانية ميشال تيان، الصحافي والناقد السينمائي نديم جرجورة والمنتج محمود القرق.
ولعلّ الذي يوازي ثقل المهرجان هي الفعاليات التي تقام على هامشه، ومن أبرزها مهرجان «منتدى» الذي يعقد على مدى يومين متتاليين (22 و23 نيسان)، وتُطرح فيه إشكالية الإنتاج السينمائي في لبنان، وفرص التمويل المتاحة. آراء سيتم تبادلها ضمن حلقة نقاشية تضم سينمائيين واختصاصيين في مجال الإنتاج محلياً وعالمياً، بالتعاون مع مؤسسة «سينما لبنان» وشركة «سيت 26»، بغية إيجاد مساحة للتواصل والتشبيك بين الفنيين وأصحاب الاختصاص في هذا المجال. وتشجيعاً للشباب ومواهبهم، ستُعرض ضمن إطار المسابقة الرسمية (26/4) أفلام وثائقية تحاكي هموم هذه الشريحة وآمالها وتطلعاتها، تحت عنوان «شباب ونزاعات» في «جامعة بيروت العربية» (طرابلس).
إذاً، سيجري «مهرجان طرابلس للأفلام» على مدى أسبوع كامل، ضمن حركة ديناميكية ثقافية تعيد من جديد نبض المدينة المهمشة، فيما يتمنى المنظمون أن يشكّل هذا الحدث موسماً سنوياً لرفع مستوى الفن والثقافة، ولعرض المزيد من الأفلام حتى خارج إطار المسابقة الرسمية المميزة، على أمل أن يتم لاحقاً إنشاء مكتبة سينمائية دائمة في «الفيحاء».

«مهرجان طرابلس للأفلام»: بدءاً من اليوم حتى 27 نيسان (أبريل) ــ أماكن متعددة في طرابلس (شمال لبنان). للاستعلام: 06/274446