على هامش برنامجه الموسيقي الرئيسي، يستضيف مهرجان «أبو ظبي للموسيقى والفنون»، في «قاعة زها حديد»، مجموعة أمسيات تحت عنوان «إبداع الشرق: إرثٌ موسيقيّ، معمارٌ إنسانيّ». القاعة المتنقلة التي صمّمتها المهندسة العراقية الأصل، تحمل اسم جان سيبستيان باخ (1685 ــــ 1750)، مع العلم أن العلاقة بين تصميم حديد والبناء الموسيقي عند المؤلف الألماني الكبير، ليست وثيقة بالضرورة (راجع المقالة أعلاه).
ينطلق البرنامج الموسيقي مساء اليوم ويستمرّ حتى 29 آذار (مارس) الجاري، حاملاً مواعيد تتفاوت في أهميتها الفنية شكلاً ومضموناً. يقدّم جان غيين كيراس Jean-Guihen Queyras ـــــ عازف التشيلو الفرنسي الأبرز عالمياً في الجيل الجديد ـــــ أربعاً من متتاليات باخ، المكتوبة لآلته منفردةً. كذلك ستشهد القاعة الفريدة حفلةً للمغنية الأردنية مكادي نحّاس وأخرى لزميلتها اللبنانية سمية بعلبكي.
يفتتح برنامج «قاعة زها حديد» عند الثامنة مساء اليوم، مع أمسية تحييها مجموعة موسيقيين من المعهد التابع لقاعة «كارنيغي» النيويوركية الشهيرة، وعلى البرنامج أعمال من فئة موسيقى الحجرة لموزار وشومان ورافيل، إضافة إلى عمل مغنّى لشوبرت تشارك في تقديمه السوبرانو الإماراتية سارة القيواني.
تلي الأمسية الكلاسيكية حفلة مكادي نحّاس (25/ 3) التي عملت خلال العقد الأخير (نتاجها المسجّل في أسطوانتيْن)، على تجميع التراثين الغنائيّين الشعبيّين العراقي والأردني خصوصاً، والمشرقي بنحو أوسع. هذا ما ستقدمه نحّاس في الجزء الثاني من الأمسية، فيما خصصت الجزء الأول لمجموعة أغنيات شائعة لفيروز.
تصل هذه التظاهرة الفنية إلى قمّتها مع عازف التشيلو جان غيين كيراس (الصورة) الذي يؤدّي من عند باخ متتاليات التشيلو رقم 1، 2، 3 و5. إنه حقاً موعدٌ فريد، خصوصاً أن العازف الشاب بقي مغموراً إلى أن تمكّن من تحقيق نقطته الثمينة، بعد تسجيله الكامل لهذه الترسانة الخاصة بآلة التشيلو. إضافةً إلى صعوبة هذه الممتاليات، تكمن خطورة الخوض فيها قي كونها سجّلت على يد العديد من العازفين الأسطوريين في القرن العشرين (كازالس، فورنييه، بيلسما، روستروبوفيتش...)، ما جعل إنجاز إضافة ذات قيمة في هذا المجال مهمة شبه مستحيلة.
تختتم هذه الأمسيات، مع حضور لبناني، إذ تقدّم سميّة بعلبكي مشروعها Arab Tango الذي عملت عليه أخيراً، مع غازي عبد الباقي وزياد سحاب وعبّود السعدي. ستؤدي هنا كلاسيكيات طربية شعبية، بعد توليفها على أساس التانغو. تلي أمسية المزج هذه حفلة للفنان أسامة الرحباني (29/ 3) يرافقه فيها المغنّي وديع أبي رعد صاحب الصوت الأوبرالي الجهور (باص) ونجمة المسرح الرحبانيّ الجديدة هبة طوجي.



* «إبداع الشرق: إرثٌ موسيقيّ، معمارٌ إنسانيّ»: 8:00 مساء اليوم ــــ «قاعة زها حديد» (أبوظبي/ الإمارات). للاستعلام: 97126510300+