«كل شيء يجعلني عصبيّة، إلا صناعة الأفلام.» هذا ما ذكرته مرة إليزابيث تايلور (1932 ـــ2011) التي رحلت أمس في لوس أنجلس عن 79 عاماً، علماً بأنّ «حسناء هوليوود» السابقة كانت قد أُدخلت منذ أسابيع إلى مستشفى «سيدرز سيناي» بعد إصابتها بنوبة قلبية، ورحلت أمس محاطةً بأولادها. عاشقة المجوهرات، المزواجة، والمولودة لعائلة ثرية في لندن، بدأت حياتها ممثلةً في سنّ التاسعة حين شاركت في فيلم «هناك أحد يولد كل دقيقة» (1942). ورغم أن رئيس الإنتاج في شركة «يونيفرسال بيكتشرز» كان وراء إلغاء عقدها، بحجة أنّها «لا تجيد الغناء ولا الرقص ولا الأداء»، إلا أنّ «ميترو غولدن ماير» تلقّفت هذه الموهبة وأبرزتها في فيلم «لاسي عودي إلى المنزل»
(1943) قبل أن يذيع صيتها بعد تأديتها دور فيلفيت براون في فيلم National Velvet عام 1944. لا شك أنّ تايلور تُعدّ إحدى أشهر وأهم الممثلات في القرن العشرين عبر الأدوار الكثيرة التي جسّدتها على الشاشة الكبيرة، على رأسها دورها في فيلم «كليوباترا» (1963) الذي جسّدت فيه شخصية الملكة المصرية، إلى جانب أحد أزواجها ريتشارد بيرتون (قام بدور مارك آنتوني) الذي أصبحت علاقتها المضطربة معه علامةً فارقةً في مسيرتها، وأفلام مثل «قط على صفيح يحترق» (1958) الذي أخرجه ريتشارد بروكس وترشحت عنه لأوسكار أفضل ممثلة.
هذا إضافة إلى أفلام Raintree Country (1957)، و«فجأة في الصيف الماضي» (1959) قبل أن تنال الجائزة مرتين عن فيلم «باترفيلد 8» (1960). وفي عام 1966، حصدت جائزة ثانية عن دورها في الفيلم الشهير «مَن يخاف فيرجينيا وولف» الذي أخرجه مايك نيكولز عن مسرحية إدوارد ألبي.
عاشت إليزابيث تايلور حياة هوليوودية بالفعل. إلى جانب أنها إحدى أهم الممثلات في عصر هوليوود الكلاسيكي، اشتهرت بعلاقاتها الزوجية المضطربة والمتعددة ـــــ وخصوصاً مع زوجها الرابع ريتشارد بيرتون ـــــ وبحبّها للمجوهرات والألماس، وإدمانها على الكحول. متاعبها الصحية المتكررة بدأت منذ وقوعها عن ظهر حصان في فيلم «ناشيونال فيلفيت»، وصولاً إلى مشاكلها المتكررة مع القلب التي أدت إلى وفاتها. وعلى الرغم من السمعة السيئة التي لاحقت فيلم «كليوباترا»، بسبب ضخامة كلفته الإنتاجية ومدته التي تقارب أربع ساعات وحتى عدم دقته تاريخياً، إلا أنّ نجوميتها بقيت واستمرت في عملها ممثلةً سينمائية حتى عام 1994 في فيلم The Flintstones. بعدها، تابعت التمثيل مسرحياً وتلفزيونياً.
جمال فائق وحياة باذخة ونجوميّة فضائحيّة وتمثيل جيد. تايلور بالتأكيد هي معادلة هوليوود الناجحة المفضّلة.