دمشق| «لم يعد يكفي أن يُرمز للإصلاح بمفكّ شق عيار 14» كتب أحد السوريين على «فايسبوك» تعليقاً على خطاب الرئيس بشار الأسد أمس. وكان موقع التواصل الاجتماعي قد شهد حالة من الشلل قبل الخطاب «المنتظر» وأثناءه، طبعاً باستثناء بعض المداخلات بين الحين والآخر، التي انتقدت نواب المجلس الذين حولوا جلسة الخطاب إلى لقاء لـ«سوق عكاظ!». هكذا ذهب السيناريست سامر رضوان إلى خطاب أكثر جرأة، منتقداً ممارسات أعضاء المجلس، فكتب على صفحته «كيف يمكن أن أعلّم طفلي احترام السلطة التشريعية في بلدي، وأغلب النواب عازف طبل رديء... مجلس الشعب هو الكائن الوحيد الذي يمتلك فماً واحداً وعدداً كبيراً من الأعضاء».

ومع انتهاء الخطاب، انهالت التعليقات على «فايسبوك»، وتمحورت حول خيبة الأمل من مضمون ما قاله الأسد، باستثناء بعض نجوم الدراما السورية الذين أظهروا ارتياحاً، كأن الأزمة حُلَّت بلمح البصر. مثلاً، كتبت الممثلة صفاء رقماني على صفحتها «سيدي الرئيس... مبارك لك هذه الأخلاق العربية الأصيلة ومبارك لك طيب أحدوثتك»! واستهجن بعض المتصفحين في تعليقاتهم عدم تعاطف مجلس الشعب مع أهالي الشهداء السوريين الذين سقطوا خلال الأحداث الأخيرة «انتظرت عالأقل الوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء سوريا من مجلسنا العتيد قبل أن يبدأوا مسابقة «شاعر المليون»» كتب أحدهم.
وانفردت «شبكة شام» بنشر مقتطفات من خطاب الرئيس السوري، وبعض التعليقات وعبارات المديح التي ألقاها أعضاء المجلس بهدف إظهار الولاء والحب الصادق. هكذا قرأنا على الشبكة «عاجل: أحد أعضاء مجلس الشعب يقول لبشار بأن سوريا لا تكفيه، يجب عليه أن يحكم العالم».
ولعل كل ما سبق جعل رواد «فايسبوك» يعبّرون عن تشاؤمهم من الأوضاع في سوريا، كاسرين الخطوط الحمر التي تحاول الأنظمة الأمنية فرضها. مثلاً، كتب الروائي عادل محمود على صفحته «سألوا مثقفاً: لو صرت ملكاً فماذا تفعل؟ أجابهم: لا شيء... ومن الذي يحكم؟ أجابهم: القانون !» في تعليق غير مباشر على خطاب الأسد. أما الشاعرة السورية رشا عمران فاكتفت بكتابة عبارة بسيطة هي «طاوشني خلخالي» المقتبسة من أغنية لفيروز. ومن التعليقات الأخرى، كتبت إحدى المتصفحات «يا ريت حدا يخبر فيروز أنو ما في أمل إيه ما في أمل». وفي تعليق أكثر جرأة، قرأنا «خطاب القذافي كان رحمة مقارنة بخطاب رئيسنا، فالجميع يقول إن القذافي مجنون أما رئيسنا فمفترض أنه دكتور».



عودة «الراجل اللي واقف...»

الخيبة التي أصابت متصفحي «فايسبوك» في سوريا لم تمنع بعضهم من اللجوء إلى السخرية والحس الفكاهي، فأنشأوا صفحة «الراجل اللي واقف خلف الشاهد اللي شاف سيارة الـ«فورد» الحمراء». في إشارة إلى أحد عناصر الأمن السوري الذي يعتقد أنه كان يقف خلف أحد شهود العيان. وهو الشاهد الذي كان يدلي برأيه حول العصابات المندسّة بين صفوف المواطنين في أكثر من مدينة سورية. وطبعاً، فإن عنوان هذه الصفحة يعيدنا إلى المجموعة التي أنشئت بعد سقوط حسني مبارك في مصر بعنوان « الراجل اللي واقف ورا عمر سليمان».