دخل فيلم «365 يوم سعادة» تاريخ السينما المصرية ولن يخرج منها، لا لأنّ الشريط يتمتع بمستوى فني راق، أو لأي سبب آخر متعلق بالتكنيك السينمائي الذي استخدمه سعيد الماروق أو حتى بأداء أبطاله أحمد عز ودنيا سمير غانم. بل لأنّه الفيلم الذي تزامن عرضه الأول مع ثاني أيام ثورة المصريين، وهو العرض الذي ألغي في الساعات الأخيرة بعدما تأكد للشركة المنتجة «أرابيكا موفيز» أنّ ما يحدث في الشارع أكبر من تجاهله. ورغم عودة الحياة تدريجاً إلى دور العرض المصرية خلال شهر آذار (مارس) الماضي، إلا أنّ الفيلم لم يعوّض الجمهور الذي غاب بسبب الثورة، بينما كانت التوقعات التي تزامنت مع خطة الدعاية تروّج بأنّه سيكون فيلم عيد الحبّ هذا العام. لكن المصريين انشغلوا عن «الفالنتاين» بالاحتفال بتنحّي حسني مبارك (خرج من السلطة 11 شباط/ فبراير). وبالتالي، لم يعد هناك متسع من الوقت لقصص أحمد عز مع الجميلات والزواج العرفي.

وما أسهم في ذلك أنّ عز لم يشارك بقوة في الثورة. صحيح أنّه لم يدخل القائمة السوداء للفنانين، إلا أنّ حياده إزاء الثورة لم ينفع على ما يبدو في إقناع الجمهور بالاهتمام بالفيلم، رغم الإمكانات الفنية التي استعان بها الماروق في أول أفلامه داخل مصر. وعلى رغم الحملة الدعائية التي استمرت لفترة طويلة قبل الثورة وعادت بعد هدوء الأوضاع، سيظل حكم المصريين على الفيلم مؤجلاً حتى عرض الشريط تلفزيونياً.
من جهة أخرى، يعود الماروق في الأسابيع المقبلة إلى إخراج ثلاثة كليبات مع الفنانين: وائل كفوري، صابر الرباعي ورامي عيّاش. هكذا، لن يستغني عن المدرسة التي انطلق منها. غير أنه يستاء من الرأي القائل بأنّه نقل روح الأغاني المصوّرة إلى السينما، ومن وصف فيلمه «365 يوم سعادة» بالكليب الطويل. ويرى أن «أصحاب هذا الرأي هم الذين يقلّلون من أهمية الفيديو كليب».