قبل فترة قصيرة، ظهرت رابعة الزيّات مذيعةً للنشرة الإخباريّة على قناة «الجديد» بعدما تركت محطّة nbn، حيث بقيت تسع سنوات. غير أن الإعلاميّة اللبنانيّة لم تجد نفسها مقنعة في قراءة أخبار السياسة والأمن، هي التي تعشق البرامج ورافقت المشاهدين لسنوات في حوارات ثقافيّة واجتماعيّة وفنيّة منوّعة، استقبلت فيها ضيوفاً من كل الأطياف. كان أهل السياسة والفن والثقافة والإعلام أبطال برنامجها «سجال»، ثم أضاءت على آخر صيحات الموضة ومختلف المواضيع الحياتيّة في «الحياة أحلى» على nbn. بعد أشهر على غيابها، ها هي تطلّ هذا المساء على الجمهور في أولى حلقات «والتقينا»، تحت إدارة جان كيروز، الذي تصفه بالمخرج الموهوب. وتنقل «نبض الحياة الثقافيّة والاجتماعيّة والفنيّة مع ضيوف من مختلف الاتجاهات، في حوارات وريبورتاجات منوّعة».
في البرنامج ـــــ الذي وضعت فكرته رانيا يزبك، تراهن الزيّات على تطوّر شخصيتها وظهورها أكثر تلقائيّة وعفويّة، «إلى حد سيشعر المشاهد معه بأننا نسهر في بيته، في أجواء من البساطة والحميميّة والبعد عن التكلّف ورفع الكلفة مع الضيوف ضمن حدود اللياقة، وبعيداً عن الفضائح». وتوضح أن اختلاف البرنامج يبدأ من الشكل «لأن الاستديو عبارة عن بيت، يزورنا الضيوف ليتناقشوا في موضوع الحلقة». تنطلق السهرة في الصالون ثم تزور رابعة ـــــ وربّما بعض الضيوف لاحقاً ـــــ المطبخ، لتتعرف من الشيف ريشار خوري إلى الطبق الرئيسي على طاولة العشاء التي تجمع الضيوف في نهاية السهرة. هناك، تستمر جلسة السمر والحوار الذي أسهم في إعداده فريق من المعدّين منهم: ميلاد حدشيتي، وغادة صالح، وتانيا باشا، وكارولين طنّوس. وتثني الزيات على انفتاح المدير العام لـ«الجديد» ديمتري خضر الذي أسهم في بلورة الفكرة و«هو من أشد متابعي الإعلام العربي والعالمي».
تلجأ رابعة بإصرار إلى استخدام عبارة «إضاءة على المواضيع والظواهر، لا معالجتها. إذ نتكلم عن ظاهرة العنف والإدمان على المخدرات، لكن وظيفة الإعلام ليست المعالجة بل مجرد الإضاءة»، مشيرةً إلى أنّ «الحلقات ستمثّل فسحة للشباب والطاقات والمواهب الجديدة للتعبير عن النفس».
كل سهرة تقام على شرف الضيف الرئيسي، وجورج قرداحي هو بطل الحلقة الأولى. سيتحدّث عن الحد من آثار المخدرات في لبنان، وخصوصاً أنّه كان الوجه الإعلامي لحملة مكافحة المخدّرات. ثم يطلّ الضيوف الآخرون، ومنهم مايا دياب وجو قديح.
يمثّل «والتقينا» مساحة للحوار والنقاش بين المشاهير والناس العاديين، وتتمناه رابعة نقطة التقاء بين أشخاص لا يلتقون عادةً في السياسة، ليكون ساحة جامعة في سهرة خفيفة راقية وعميقة في آن واحد، لكن رابعة تبدو كمن يطلب فترة سماح، وتفضّل أن لا يصدر المشاهد والناقد حكمه منذ الحلقة الأولى «لأن الفكرة ستنضج وتتبلور مع الوقت».

كل خميس 20:40 على «الجديد»