نجحت مديرة القسم العربي في «فرانس 24» ناهدة نكد في نزع «هدنة» تستمر حتى الثاني من أيار (مايو) المقبل «من أجل تصحيح أخطائها» بعدما كان موظفون في القناة قد أطلقوا «ثورة» منادية بإطاحتها، متهمين إياها بالمحسوبية وسوء الإدارة. وعلمت «الأخبار» من مصادر داخل القناة أنّه اتفق أمس على تجميد الإضراب الذي شرع فيه العاملون في القسم العربي، منذ الأربعاء الماضي، واستئناف الدوام بعد وعد قطعته المديرة بأنها «ستتدارك الأخطاء، وتعالج سوء الإدارة الحاصل باستحداث الوظائف والترقيات للموظفين».
وقالت مصادر لـ«الأخبار» إنّه في حدود الساعة الثامنة والنصف صباح أمس بتوقيت باريس، اجتمع ثلاثة ممثلين من الجمعية العمومية من أصل ستة أعضاء (الممثلون من جنسية مغربية وجزائرية وفلسطينية) مع إدارة القسم العربي في القناة، وخرجوا بجملة وعود. وقالت المصادر «إن الصحافيين حققوا بعض المطالب الهامة، في انتظار تجسيد الباقي قبل 2 أيار (مايو). وهو الموعد الذي حدده ممثلو الصحافيين لإحداث الإصلاحات، أو العودة إلى الإضراب». وأشارت مصادر إلى أنّ الاجتماع بين ممثلي الصحافيين والإدارة كان «ساخناً». ومقابل توقيف الإضراب، «تعهدت المديرة بمنح الأولوية لموظفي القناة بالتعيين في الوظائف مستقبلاً، وبالإعلان عن أي وظيفة شاغرة وشروط الالتحاق بها على أساس الامتحان بدل التعيينات الفوقية من المديرة نفسها». كذلك شهد الاجتماع طرح قضية «طغيان المحسوبية» في التعيينات. إذ كان يعاب على المديرة ميلها إلى توظيف جنسيات معيّنة من خارج فرنسا، بحجة غياب الكفاءات داخل القناة. وما زاد من الاحتقان أنّ المديرة كانت تنوي تعيين إيفا الهاشم نائبةً لها، ما فجر غضب الصحافيين الذين يعيبون على إيفا جملة تصرفات «مستفزة» مثل إصرارها على تعيين مذيعة لا تتقن العربية. هكذا، جاء ترشيحها للمنصب بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس. واستشهدت المصادر بقرار سابق يقضي بتعيين موظفة حديثة العهد في القناة في منصب «مذيعة كبيرة المحققين»، بينما هناك موظفون متعاقدون منذ سنوات من دون عقود عمل، وآخرون ينتظرون قرار التعيين، وهو الأمر الذي ينافي تصريحات سابقة لناهدة نكد أدلت بها لـ«الأخبار»، وبررت فيها الاستعانة بموظفين من خارج فرنسا بغياب الصحافيين من الداخل أو عدم كفاءتهم! ومن المطالب أيضاً، رفع الرواتب، ووضع حدّ لـ «اللاعدل» في اعتماد الترقيات.
آه من لغة الضاد
كيف يمكن تعيين مديرة للقسم العربي لا تتقن أصلاً لغة الضاد؟ هذا السؤال يتداوله بعض العاملين في قناة «فرانس 24» مستدلين بما حدث في إحدى الحلقات السابقة من «منتدى الصحافة» الذي تبثه القناة. يومها، صرحت ناهدة نكد على الهواء: «نعم، نحن نحاول تدراك الكثير من «الأعاييب» اللغوية»! ما أثار ضحك الضيف المصري من دبي الذي سرعان ما توجّه إلى نكد قائلاً: «سيدتي الأصح القول: عيوب لغوية، لا أعاييب لغوية». وقد سارع صحافيون ناقمون على القناة إلى بث المقطع على «يوتيوب» قبل أن يحذف لاحقاً! وتكررت «السقطة اللغوية» إياها في إحدى الندوات، عندما كانت نكد تتحدث عن «أقنية عربية»، بدل «قنوات عربية».
4 تعليق
التعليقات
-
"أغلاط" لغويةإن علق أحد القراء,وكان في تعليقه خطأ لغوي,أو إملائي, وكثيرا ما يحدث.فهذا أمر محمول, لكن أن يصدر ذلك عن قناة رسمية لها ما لها من حيثية, فالوضع حرج ويحتاج لمعالجة فورية. في لبنان مثلا, يحاول المذيع في حواره مع الضيف, أن يستخدم الفصحى,وغالبا ما تكون "عامرة"بالأخطاء اللغوية, ناهيك عن النحوية. وكثيرا ما يلجأ المذيع للتحول إلى اللهجة العامية إن لم يكن متأكدا من "فصاحته". فذلك أسلم من الإصرار على التحدث بالفصحى و "أقنيتها" كما يحدث مع مذيع المنار "محمد شري" (تعجبني حماسته واندفاعه) أو المذيعة "ديما صادق" (جيزيل خوري جونيير). والإعلامي "عماد مرمل" و إصراره على مازا عن ماذا.
-
مقال متميزللأسف هذه هي الحقيقة،مقال رائع و واقعي و يكشف بعمق ما يجري،و الآن يستعد بعض الصحافيين المطرودين لتأسيس جمعية في فرنسا سيطلقون عليها اسم جنعية ناهدة نكد و سينظمون اعتصامام أمام مبنى القناة
-
قناة فرانس 24صورة مطابقة للأوضاع في القسم العربي من هيئة الإذاعة البريطانية، بي بي سي. التعليقات المنشورة على موضوع شبيه في القدس العربي تذكر المزيد من تفاصيل التمييز وسوء الإدارة. كل قسم عربي (واجنبي) في في دولة غير عربية فيه هذه الظاهره. اللبننة هي ما تشكو منه قناة نكد 24
-
المقال ظالم جداما فات معظم الصحافيين الذين كتبوا عن اضراب فرانس24 ان ناهدة نكد استلمت محطة مليئة بالعيوب نتيجة توظيفات رئيسة التحرير التي سبقتها. معظم من توظفوا بعد مجيئ نكد كانوا على درجة عالية من الكفاءة، ويكفي متابعة الهواء لمعرفة الغث من السمين. المحطة استطاعت ان تحقق فقزات نوعية بفضل جهود نكد وجهود العاملين فيها على حد سواء.الخطير ان فرانس24 وصحافييها بالجملة لم يتعلموا من الافخاخ التي وقعت بها قنوات اخرى كبي بي سي وغيرها. فالهدف وراء بعض المطالب، (ومنها محق خصوصا لجهة المعاشات)، إحداث شرخ في الجسم التحريري للقناة ليتمكن البعض من التسلق إلى المناصب (وكثيرون عينهم على منصب نكد شخصيا). والأخطر هو الحديث عن "لبننة" القناة وهذا امر معيب. هناك من يريد معاقبة واقصاء الصحافيين اللبنانيين لمجرد انهم لبنانيون، ما يدخل القناة في قاعدة واحد مشرقي وواحد مغربي، وهي سياسة انتحار تشبه المحاصصة، وسياسة على مقاس بعض المحرضين على نكد، لأنها تضمن لهم ما يريدون.