حول نارجيلة وكمان وبرتقالة، يتأثث عالم الحاجة فاطمة، التيتا، بطلة شريط محمود قعبور الجديد. في بيت «الختيارة» أيضاً صورٌ قديمة، وعلب دواء، وصينية كبّة، وسلّة تتدلّى عن الشرفة بواسطة حبل. في «تيتا ألف مرة» (48 دقيقة)، أدخل المخرج اللبناني الشاب الكاميرا إلى بيت جدّته، ليخرج منه بوثائقي عابق بالروائح، والذكريات، والمواقف الطريفة، والأساطير العائلية الصغيرة.الشريط الذي أنتجته شركة «فيريتاس»، بدعم من مؤسسة «الدوحة للأفلام»، و«مؤسسة الشاشة في بيروت» SIB، عرض في «أيام سينما الواقع DOX BOX» في دمشق، وفاز بجائزة الجمهور في «مهرجان الدوحة ترايبكا». ها هو يصل إلى بيروت، لتبدأ عروضه التجاريّة في «متروبوليس أمبير صوفيل» ابتداءً من الخميس 14 نيسان (أبريل) الجاري.
بطلة الفيلم إذاً تيتا، خفيفة الظل، على عتبة عقدها التاسع. يرسم الشريط بورتريه لتلك السيدة الأمّية التي أمضت حياتها إلى جانب أحد أشهر عازفي الكمان في القرن الماضي، محمود قعبور الجدّ. نلج منزلها عبر تقاسيم على الكمان سجلها الزوج الراحل في أيام مرضه، وأعاد المخرج الحفيد ترميمها وتوثيقها. يعبق «تيتا ألف مرة» بالكثير من الحنين لذكرى الجدّ «ذي العيون السود»، كما تذكّر أرملته طوال الفيلم. نحن أمام وثائقي أقرب إلى مغامرة ذاتية، تتنازعها الرغبة في إحياء ذكرى الجد من جهة، والرغبة في الإبقاء على صورة الجدّة حاضرةً لأطول وقت ممكن، لما توحيه من عذوبة وطمأنينة. يستعيد محمود قعبور جونيور، من خلال سيناريوهات خيالية لا تخلو من الفكاهة، صور جدّه إلى جانب صباح، ووديع الصافي، وسعاد محمد، وآخرين... ثمّ يرتدي بذلة العازف العتيقة، ويرافق جدّته في زفة مركّبة.
في فيلمه الوثائقي السابق «أن تكون أسامة»، تناول قعبور قصة ستة من المهاجرين العرب في مونتريال الكندية، يحملون جميعاً اسم أسامة، في محاولة لفهم المتغيرات التي فرضها 11 أيلول (سبتمبر). أمّا في «تيتا ألف مرة» فيختار تاريخ العائلة الحميم، ليبني حوله روايات محتملة لتاريخ عام. نسمع الفنان أحمد قعبور يتذكر كيف كان والده الكمنجاتي يدهن شبابيك البيت بالأزرق خلال حرب 1967. العمل كلّه مبنيّ على إعادة بناء ماض جميل، من خلال قصص الحاجة فطوم في العشق والموسيقى وتربية الأولاد.
كأنّ صورتها وهي تدخن النارجيلة على شرفتها، وقت مستقطع من كل الضجيج والهلع والعنف الأهلي الكامن. وكأنّنا بمحمود قعبور يقول لنا، إنّ غياب هذه التيتا ومثيلاتها عن عالمنا، سيعلن انقراض فصيلة نادرة من النساء، شهدن، من على شرفاتهنّ، على أوجاع بيروت وتحولاتها الكبيرة.
«تيتا ألف مرة»: ابتداءً من 14 نيسان (أبريل) الجاري ـــــ «متروبوليس أمبير صوفيل». للاستعلام: 01/204080
7 تعليق
التعليقات
-
معك حقانا اول مرة بكتب تعليق بدي قول لمروان شكرا على فشة الخلق ونسيت تحكي عن اصول اللبناني الفينيقية والتراث عنجد ذكرتني بي ابوالزلف بي شي فاشل
-
13 نيسان ذكرى (الحمرنة)!اليوم 13 نيسان ذكرى (الحمرنة) اللبنانية .. ومابدّلت تبديلا .. وقصة بريق الزيت هي ذاتا .. وقصة (الحمرنة) مكفيّة وعلى أشد .. ويبقالنا وجودكون.. أنو لوين رايحين بحياة الله وكل أنبيائه ووكلائه الحصريين؟ (لبناننا) كلو على بعضو بيطلع بالمساحة قد (سان باولو) والله مش مهدينا .. وأنو شو؟ شعب عنيد !! هيدا شعب (تيس )بالاذن من فيروز مش عنيد..! بس ليكو شعب مهم بيحكي ثلاث لغات ويقبرني الصبي شو ذكي مابيحكي الا انكليزي وصاير عم يضيّع بالعربي .. ومنيكور وبيدكور وعشبة بتشفي وكيف تنام وانتا صاحي ..ياسلام عالغرام وعلى(جمهورية قلبي) وعلى نشرات أخبار نارية مولعة ولما بتسمع مقدمة النشرة بتحس انك بدك تطلع تصرخ (حيّ على الجهاد)!!وبدنا نجيب أحدث الأزياء ونقلد (اوبرا) ونعمل (توك شو) أخو شليتة نكسر الدنيا وينقطع قلبنا لمّا الأمورة بتطلع (نومينية) ب(ستار أكاديمي) و بدنا نعمل (استفتاء) على موضوع سخيف ونعلن النتيجة (الحاسمة) بآخر الحلقة وبدنا نلبس عوينات (سينييه) وقمصان مهضومة وننزل كل نهار أحد -بمعية الرفيق ابراهيم الدسوقي- نسقط النظام الطائفي .. على شي ثلاث أو أربع مظاهرات منكون حرقنا سلافو للنظام الطائفي ..طحبشناه..! وبدنا نستورد أحدث السيارات وبدنا ننفخ بالسيلكون, وننفخ سياسيين مفكرين أنو (أوباما) مابينام قبل مايقرأ شو حاكيين! هيدي بلدنا (يامان) من رسائل تل العمارنة وصولاً لدموع فؤاد السنيورة مروراً بالشاطر يشلح!!! ....... سامحيني ياسناء الخوري بس ماعرفت وين بدي فش خلقي .. قلت بصرخ هون ببيتي ب(ثقافة وناس) وبيارأبي صعب قلبو كبير وبيوسع كل الناس .. وآآآآآآآآآخ لو فيني أحكي أكثر من هيك بس مساقبة أنو قانون المطبوعات أبيسمحش .. ابيسمحش حتى للمواطن يصير جحش لأنو كلنا للوطن للعلى للعلم .. وحتى النشيد طلع مسروق.. شوفوا ملاّ خبرية!!
-
الى مروانشو خيي كانت مقطوعة الكهربا عندك؟
-
مروان عازارأهلا بعودتك الى حضن الأخبار يامروان عازار اشتقنالك يازلمي!!!!! شكرا سناء الخوري خليتي مروان يرجع يعلق!!!!
-
سناء الخوري"كأنّ صورتها وهي تدخن النارجيلة على شرفتها، وقت مستقطع من كل الضجيج والهلع والعنف الأهلي الكامن. وكأنّنا بمحمود قعبور يقول لنا، إنّ غياب هذه التيتا ومثيلاتها عن عالمنا، سيعلن انقراض فصيلة نادرة من النساء، شهدن، من على شرفاتهنّ، على أوجاع بيروت وتحولاتها الكبيرة." .............. سناء الخوري: متل العادة وزيادة .. قلمك (يرتكب) الدهشة المباغتة..! شكرا شاسعة واسعة ياصبية..!!