الرباط | شاكيرا، جو كوكر، ليونيل ريشي، كات ستيفنز (يوسف إسلام)، كاين ويست، عمرو دياب، كاظم الساهر، صابر الرباعي، راشد الماجد، كارول سماحة، حسين الجسمي، جنات مهيد، أسماء المنور، حسناء زلاغ، عبد الوهاب الدكالي، سعيدة فكري واللائحة تطول. لا يتعلق الأمر بعرض لأسماء راسخة في الساحة الموسيقية العالمية والعربية، بل بجزء من قائمة الفنانين المشاركين في الدورة العاشرة من مهرجان «موازين ـــــ إيقاعات العالم» التي تفتتحها المطربة ميادة الحناوي مساء 20 أيار (مايو) وتستمر حتى 28 منه.
المهرجان الأكبر أفريقياً يراهن هذه السنة كعادته على أسماء مكرسة في جميع الأصناف الموسيقية ليرسّخ مكانته في خريطة المهرجانات العالمية. لكنّه يثير هذه الأيام «سخط» بعض السياسيين والإسلاميين، وأيضاً شباب «20 فبراير»، وكلٌّ له أسبابه الخاصة.
في شهر أيار (مايو) من كل عام، تتحوّل الرباط إلى كرنفال كبير. عشرات العروض تقام في الشوارع، ومئات آلاف المغاربة يتحلقون حول منصات بلغ عددها (8). برنامج المهرجان الذي يحمل للعاصمة المغربية رياحاً موسيقية من كل الجهات، لا يختلف هذه السنة عن الدورات السابقة. لكن الدورة العاشرة لم تسلم من انتقادات. الإسلاميون عادوا من جديد إلى انتقاد المهرجان. وحين شارك شباب منظمة «التجديد الطلابي» المحسوبة على حركة «التوحيد والإصلاح» الإسلامية في إحدى المسيرات الاحتجاجية الأخيرة، كانت أغلبية شعاراتهم موجهة ضد المهرجان الموسيقي. بل إن النائب الثاني للحركة محمد الهلالي دعا إلى احتلال منصات المهرجان في دورته المقبلة. التصريح أحدث نقاشاً حاداً قبل أن يعلن رئيس الحركة محمد الحمداوي أنّ آراء الهلالي تخصه وحده رغم ثبوت موقف الحركة من رفض «موازين» و«كل عمل قائم على تبذير أموال المجتمع وإشاعة العبثية واستهداف القيم» على حد تعبير الحمداوي. انتقادات الإسلاميين ليست وليدة اللحظة. فزاعة التغريب واستهداف القيم الإسلامية في المجتمع كانتا في صلب خطاب الحركة الإسلامية كلما أقيم مهرجان فني في المغرب. شباب الإسلاميين كما شيوخهم يوجهون انتقادات كثيرة للمهرجان. وفي دورته الأخيرة، هاجموه بشدّة وركزوا على حضور المغنّي البريطاني المثلي إلتون جون. وعبر تصريحات لجريدة «التجديد» الإسلامية أدلى بها رموز هذه الحركة، طالب هؤلاء بمقاطعة أمسية إلتون جون «الشاذ». لكن دعواتهم لم تجد آذاناً صاغية وحضر حفلة جون 50 ألف شخص.
وها هم شباب «20 فبراير» ينضمّون إلى لائحة منتقدي «موازين». لكن دوافعهم تختلف طبعاً عن دوافع الإسلاميين. الشباب يرون أن المهرجان أحد أكبر الدلائل على الفساد المالي في المغرب، خصوصاً أنّ مؤسسة «مغرب الثقافات» المنظمة المهرجان ويرأسها محمد منير الماجدي ـــــ السكرتير الخاص للملك ـــــ تحصل على دعم خيالي من مؤسسات مالية حكومية وخاصة، منها شركات الاتصالات. المهرجان صديق الملك تحول ـــــ حسب بعض وسائل الإعلام، ومنظمي مهرجانات أخرى ـــــ إلى «بولدوزر» يأتي على الأخضر واليابس في الميزانيات التي ترصدها المؤسسات لدعم الثقافة والفنون. وهو ما ترتب عليه خفوت صيت مهرجانات شهيرة أخرى كـ«مهرجان كناوة» و«تيمتار» و«البولفار» الذي امتص «موازين» جزءاً من الدعم الذي كان يحصل عليه. حتى إنّ شركة اتصالات كانت تدعم مهرجان البولفار المصغر «tremplin»، فضّت عقدها معه من دون تبرير، مما دفعه إلى تأجيل دورته الحالية التي تُعنى برصد مواهب الموسيقى البديلة في المغرب. وترددت أنباء عن أنّ «السبب وراء ذلك هو دعم شركة الاتصالات لموازين».
شباب «20 فبراير» في الرباط راسلوا الفنانين المشاركين في الدورة المقبلة من «موازين» وقالوا لهم «إنّ أموالاً طائلة تصرف على المهرجان فيما يمكن صرفها على بناء مستشفيات ومدارس وطرق وحماية أطفال المغرب الذين يعيشون في الجبال ويموتون كل من موجات البرد» ودعوا الفنانين إلى الاعتذار عن عدم الحضور. الشباب وجهوا أيضاً أصابع الاتهام إلى مدير «مغرب الثقافات» منير الماجدي الذي يعدّونه في مسيراتهم الاحتجاجية التي تجوب شوارع المملكة، أحد المسؤولين المباشرين عن الفساد في المغرب. يومها، رفعوا شعارات عدة بينها «فلوس الشعب فين مشات موازين والحفلات» (أين ذهبت أموال الشعب... في موازين والحفلات). ويشدّد شباب «20 فبراير» الذي يقفون وراء التظاهرات الاحتجاجية التي شهدتها المملكة أخيراً، بأنّهم ليسوا «ضدّ الثقافة والفنّ لكن هناك أولويات، فيما ينتشر الفقر والبطالة في المملكة» موضحين أنّ المهرجان مجرّد «تجميل سطحي لقبح بشع، فصورة المغرب في الحضيض لناحية الفقر والتفاوت الطبقي والفساد».
www.festivalmawazine.ma




يوم الغد

يتردّد أنّ كلفة «مهرجان موازين» تصل إلى 12.8 مليون دولار، فيما يؤكد المدير الفني للمهرجان عزيز الداكي أنّها لا تتعدى خمسة ملايين دولار، علماً بأنّ الميزانيات الحقيقية لا تُعلن. وسيشهد المهرجان هذه الدورة أوبريت أنتجه الموسيقي الأميركي كوينسي جونز، والمنتج المغربي المقيم في أميركا رضوان (نادر خياط). وسيشارك في تأدية العمل عدد من الفنانين العرب. «يوم الغد» التي تحكي عن رياح الديموقراطية التي تعصف في العالم العربي، كتبها كريم العراقي، ووضع ألحانها كاظم الساهر، وعمل على توزيعها كوينسي جونز، وسيعود ريعها إلى جمعيات تُعنى بالأطفال العرب.