بعد عامين ونصف عام على رحيله، يكمل الثلاثي الرحباني مسيرة الراحل منصور. بعد استعادة مسرحيّة «صيف 840» في العام الماضي، ها هم يفتتحون «مهرجانات بيبلوس الدوليّة» في 28 حزيران (يونيو) بعرضهم «دون كيشوت» الذي يستمر حتى 3 تموز (يوليو). أعلن العمل ضمن مؤتمر صحافي أقيم أمس بحضور وزيري السياحة فادي عبّود والثقافة سليم وردة والمنتج الفني للمهرجانات ناجي باز (راجع المقال أعلاه).هنا يستعين الرحابنة مرّة جديدة بروائع الأدب العالمي ويمسرحون رواية ثرفانتس الشهيرة في عمل وضع رؤيته وموسيقاه أسامة، وكتب نصّه وأشعاره غدي، ويخرجه مروان، وتتوزع بطولته بين رفيق علي أحمد (دون أسعد كيشوت)، وبطلة الرحابنة الجدد هبة طوجي (دولسينا ـــــ الصورة)، وبول سليمان (سمحو الغول) الذي حلّ بدلاً من بيار شماسيان الذي يستعد لمسرحيته الخاصة قريباً، إضافةً إلى مشاركة أنطوان بلابان (حبيب الشعب)، وأسعد حدّاد (المحترم)، ونزيه يوسف (الطحيش)، وطوني عيسى (شمشوم الكرشاني)، ريتا حايك (رنا ابنة أخي الدون)، وميشال نصّار (السيّد فرحات)، ومايا يمّين، وبطرس حنّا، و«الفرسان الأربعة» ومجموعة من المنشدين والراقصين.
كعادة الرحابنة، هناك دوماً محاولة إسقاط على الراهن الواقع ضمن مسرحيّة استعراضيّة معاصرة. يصف المخرج مروان الرحباني رائعة ثرفانتس بـ«رواية التهكّم والسخرية الأولى في الأدب الغربي»، معتبراً أنه «حان وقت الحلم، وما الحلم إلّا تجسيد عابر وتحقيق نصفيّ للحقيقة يتمثّل في «دون كيشوت» زارع أحلام التغيير في عقل شعبه ونفسه». ويضيف: «انطلقنا من بيئتنا وواقعنا لنسافر في رحاب قصّة تضيء على الفساد وتضع الإصبع على الجرح، بواسطة فارس جوّال عاشق لدولسينا الخياليّة التي يعيدها إلى طيبتها، بعدما أفسدها المجتمع». وتساءل مروان: «من هو الظالم ومن هو المظلوم؟ هل هم الحكام أم الشعوب؟». ثم أجرى مقارنة بين طريقة تفاعل الأجيال مع النسخ المختلفة من الرواية بالقول: «الجيل الأول استقبل الرواية بالقهقهة، واستقبلها الجيل الثاني بابتسامة، والجيل الثالث بدمعة»، آملاً أن «يستقبلها جيلنا وشعبنا بوخز للضمير لتغيير أوضاع غير إنسانيّة وغير عادلة في مجتمعنا المتحضّر».
من جهته، أوضح أسامة أنّ مسرحية «دون كيشوت» تندرج في إطار التعاون المستمر مع «مهرجانات بيبلوس» التي انطلقت عام 2005 مع مسرحيّة «جبران والنبي». ووعد الأشقاء الثلاثة بتقديم عمل برؤية إخراجيّة وإنتاجية متقنة، وبأزياء مبتكرة من تصميم اغنيس تربلن، وكوريغرافيا دوللي صفير. وأكد أسامة البدء برسم الخطوط العريضة لمشروعهم المقبل خلال إجراء البروفات على المسرحيّة الحاليّة، تأكيداً على أن «المسيرة مستمرة».