المجلس الأعلى للقوات المسلحّة Like «فايسبوك»

  • 0
  • ض
  • ض

لم يتوقع نظام مبارك أن تأتيه ثورة الشباب من «فايسبوك» و«تويتر» ومدوّنات النشطاء السياسيين. لذا، اكتفى بالسخرية منها من دون التفكير في التحاور مع روادها حتى نزلوا إلى ميدان التحرير لإطاحته. طوال السنوات الخمس التي سبقت الثورة ومنذ تصاعد الاهتمام بتلك المواقع بين الشباب المصري، اكتفى رجال مبارك بدخول مواقع التواصل بأسماء مستعارة لرصد ما يقوله الناشطون والقبض عليهم قبل تحريك أي تظاهرة أو مسيرة ضد النظام. كذلك، أسس الحزب الوطني خلايا مهمّتها دخول صفحات النشطاء، وإحباط روادها وتخوينهم. في هذا الوقت، كان رئيس تحرير «روز اليوسف» السابق عبد الله كمال فخوراً بأنه أول من أطلق لقب «رئيس جمهورية تويتر» على محمد البرادعي. بينما قال رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة صفي الدين خربوش إنّ شباب مصر ليسوا موجودين على «فايسبوك». ولمن لا يعلم، فإنّ رئيس الوزراء الأسبق أحمد نظيف المحبوس حالياً على ذمة التحقيق في قضايا فساد، كان وزيراً للمعلومات وهو الذي أسّس القرية الذكية. مع ذلك، لم يفكر مرة واحدة في التحاور مع الشباب عبر «فايسبوك» أو «تويتر». لكن رئيس الوزراء الحالي عصام شرف فعلها قبل أيام، وأسّس صفحة تحمل اسمه يطلق من خلالها آراءه في الأمور التي تشغل الشارع المصري حالياً. وبذلك، يؤكد أنّ حكومة الثورة تنوي رد الجميل لمواقع التواصل الاجتماعي. حتى أنّ المجلس الأعلى للقوات المسلحة كان أول من وُجد على الموقع الأزرق فور تسلّمه السلطة. إذ أسّس صفحة رسمية تضم الآن قرابة 950 ألف عضو لتنافس بقوة صفحة «كلّنا خالد سعيد» التي يرى كثيرون أنها أكثر صفحات «فايسبوك» دعماً للثورة المصرية، علماً بأنّ صفحة الشهيد المعروف يتولى إدارتها الناشط البارز وائل غنيم، وتضم حالياً مليوناً و170 ألف عضو. وتستخدم القوات المسلحة صفحتها على «فايسبوك» فقط من أجل إطلاق الرسائل الرسمية التي تحظى فور ظهورها بآلاف التعليقات وإشارات الإعجاب likes. وعلى المنوال نفسه، سارت رئاسة الوزارة المصرية. وكانت المفاجأة في انضمام وزارة الداخلية للمرة الأولى إلى «فايسبوك» بعدما كان المتعارف عليه قبل الثورة أن يدخل الضباط تحت أسماء مستعارة للتجسس على المواطنين. غير أن شعبية الوزارة التي تراجعت بقوة خلال الثورة، أثرت على إقبال المصريين على الصفحة. إذ لم يتعدّ عدد المشاركين فيها حاجز ستين ألف شخص. ويطالب كثيرون بأن تستقبل الصفحة رسمياً بلاغات المواطنين، لا أن تكتفي بنشر أخبار الوزارة الرسمية، فيما يوجد في صفحة وزارة التعليم 46 ألف شخص لكنها تشهد مشاركات كبيرة سواء من المدرسين أو أولياء الأمور. أما صفحة وزارة الخارجية المصرية، فلا يزيد عدد أعضائها على ثمانية آلاف شخص رغم الشعبية الكبيرة التي يحظى بها وزير الخارجية الحالي نبيل العربي المعروف بمواقفه الصلبة إزاء إسرائيل.

0 تعليق

التعليقات