«هستيريا جماعية» تلك التي تعيشها إنكلترا منذ أشهر، لم تضاهها ضخامة، ربما، إلا جنازة لايدي ديانا عام 1997. أخبار كيت ميدلتون والاستعدادات لـ«زفاف العصر» ملأت الصحف والصالونات. الشابة الآتية من الطبقة الوسطى، و«سندريلا العصرية»، خرجت من الحكاية، لتدخل قصر باكنغهام وتعيش مع أمير جمعتها به قصة حب عمرها ثماني سنوات. إذاً، تتجه أنظار العالم اليوم إلى كاتدرائية «ويستمنستر» حيث يعقد زفاف الأمير ويليام (28 عاماً) وكيت ميدلتون (29 عاماً).
بدأت الحكاية على مقاعد جامعة «ساينت آندروز» حيث درس الثنائي تاريخ الفنون. ساعدت الشابة الجميلة «الأمير الوحيد» على مواجهة المواد الصعبة، وبدأت علاقتهما عام 2001. وسط سيل المعجبات بالأمير، ومنهن من تسجلن في الجامعة نفسها على أمل التقرّب منه، بدت كيت فتاة رزينة. لكنّها سددت ضربتها القاضية حين ارتدت ثوباً شفافاً في أحد العروض التي تنظمها الجامعة. كان ذلك اليوم مفصلياً في حياة ويليام الذي اقتنع بأنّ الآنسة كاثرين هذه... فتاة أحلامه. لاحقاً، أحاط الثنائي علاقتهما بالكتمان في محاولة لإبعاد كيت عن عيون «الباباراتزي». بعد انفصال قصير عام 2007، عادت نار الغرام بينهما. في تلك الأثناء، حاولت كيت العمل في متجر لبيع الأكسسوار، أو احتراف مهنة التصوير... لكنّ مهنتها الجديدة كوجه إعلامي محتمل للعائلة المالكة سيطغى على كلّ طموحاتها المهنية الأخرى.
منذ 16 تشرين الثاني (أكتوبر) الماضي، انهمكت بريطانيا في الإعداد للحدث الكبير. يومها أعلن أمير ويلز خطبته على كيت، بعدما طلب منها الزواج خلال عطلة في كينيا. هناك، قدّم لها خاتم زواج والدته المرصّع بـ14 حجراً من الماس، تحيط بحبة ياقوت زرقاء. كلّ ذلك ليشعر بأنّ «لايدي دي تشاركه الفرحة من عليائها».
كيت ميدلتون التي تحرص كل شابات بريطانيا على التمثل بها اليوم، ستكون أوّل أميرة من عامة الشعب تنضم إلى العائلة المالكة البريطانية منذ 350 عاماً. اللافت أنّها ستكون أكبر عرائس العائلة المالكة سناً، إن قارنا بينها وبين لايدي دي التي دخلت القصر ولمّا تبلغ العشرين بعد. وإذا أصبحت ملكةً لبريطانيا قريباً، فسيصير اسمها «الملكة كاثرين السادسة». ابنة كارول إليزابيث ومايكل فرانسيس ميدلتون، عمل والداها في «الخطوط الجوية البريطانية» قبل أن يؤسّسا موقعاً لبيع مستلزمات الحفلات على الشبكة العنكبوتية. وصول كيت المفترض إلى عرش بريطانيا يحقّق حلماً قديماً لعائلتها، وخصوصاً جدتها لناحية أمها. فقد انحدرت هذه الأخيرة من عائلة عملت في المناجم مطلع القرن الماضي، وعرفت بعصاميّتها وطموحها الكبير في الارتقاء الطبقي. حين تدخل كيت اليوم الأرستقراطية البريطانية من بابها العريض، ستكون تلك الجدة سعيدةً جداً في قبرها.


تحاط تفاصيل الزفاف بسرية تامة، تلبية لرغبة العروس التي تريده أن يكون «استثنائياً على قدر سعادتها». ورغم افتتاح العروسين موقعاً إلكترونياً يتناول تفاصيل الاستعدادات، بقي اسم المصمم الأثير على قلب كيت طي الكتمان. وتتداول الأوساط المقربة من العروسين أسماء مجموعة من أشهر مصممي الأزياء، ممن يرجّح تصميمهم لفستان الزفاف الملكي، منهم غاسبر كونران المعروف بتصاميمه الناعمة والأنيقة، وبروس أولدفيلد، المصمم المفضّل لدى الأميرة ديانا. كذلك يشاع أن تقوم ميدلتون بارتداء ثلاث فساتين زفاف مختلفة خلال النهار الطويل. ويتصاعد الاهتمام بقضية الفستان لما أظهرته كيت من حسّ رفيع بالأناقة خلال الأشهر الماضية، ما جعل اسمها يتداول في الكواليس كوريثة محتملة لأيقونة الموضة، اللايدي ديانا. هناك من يقول إن كيت ميدلتون ستستعير التاج الماسي الخاص بالملكة إليزابيث. وقد تنتقي واحداً من تيجان الأميرة ديانا، مزخرفاً بحبات اللؤلؤ. أمّا قالب الحلوى، فسيحمل توقيع فيونا كارينز، وسيحمل الحروف الأولى من اسمي كيت وويليام.
لائحة المدعوين إلى الزفاف تحتوي ما يقارب 1900 اسم، وتضم شخصيات من العائلة المالكة البريطانية، وأخرى من اليونان وإسبانيا والسويد، إضافةً إلى لاعب كرة القدم الشهير دايفد بيكهام وزوجته فيكتوريا، وإلتون جون... أما الرئيسان الأميركي والفرنسي فليسا على القائمة، «لأنّه ليس زفافاً دولياً». ومن بين الضيوف العرب هناك الملك الأردني، وأمير أبو ظبي، وسلطان عمان، والملك السعودي، وأمير البحرين الذي اعتذر عن عدم الحضور بسبب «الأوضاع غير المستقرة في بلاده». وكانت وزارة الخارجية البريطانية سحبت الدعوة الموجهة إلى السفيرين الليبي والسوري في بريطانيا احتجاجاً على قمع المتظاهرين.
بريطانيا ستعيش يوماً استثنائياً ابتداءً من العاشرة صباح اليوم. توافد المتحمّسون إلى مكان الحدث من مختلف أنحاء العالم. 200 ألف شخص سيملأون شوارع لندن لمشاهدة المراسم عبر شاشات كبيرة... ألم نقل إنّها هستيريا جماعية؟

www.officialroyalwedding2011.org