الثورة تعيد هالة سرحان إلى مصر
رغم أنها أبقت موعد عودتها إلى القاهرة سرياً، إلا أنّ ذلك لم يمنع محبي هالة سرحان من التوافد على المطار مساء السبت لاستقبال الإعلامية التي غابت قسراً عن أرض الكنانة لأكثر من أربع سنوات. عودة سرحان لا تعني فقط رفع الحظر القانوني عنها إثر حلقتها الشهيرة عن «بنات الليل» التي اتهمت فيها بتشويه صورة مصر، لكنها ستلقي بحجر كبير في بحر الإنتاج السينمائي والتلفزيوني الراكد في المحروسة هذه الأيام؛ إذ إنّ الإعلامية التي تعد من الرواد في مجال برامج الـ«توك شو» ـــــ رغم الانتقادات التي تتعرّض لها دوماً ـــــ ستعود ببرنامج «توك شو» يحمل هذه المرة طابعاً سياسياً واجتماعياً خالصاً، يتوقع أن تقدّمه على «روتانا مصرية» التي يفترض أن تطلقها الشبكة السعودية، كما يتردد في الأوساط الإعلامية. وبالتالي، حتى إذا قدمت هالة سرحان حلقات عن الفن والسينما، فسيكون ذلك مستقلاً على «روتانا سينما» التي أسستها سرحان قبل خمس سنوات ولا تزال شاشة الأفلام المفتوحة الأكثر جماهيرية في مصر والعالم العربي. لكن تلك الجماهيرية تحتاج إلى دفعة قوية في المرحلة المقبلة، وهي لا ترتبط فقط بعودة سرحان إلى الشاشة، بل بعودة «روتانا» إلى الإنتاج السينمائي. وبعدما كان المنتجون المصريون يسافرون إلى دبي للتفاهم مع سرحان الممنوعة من العودة، جمعت الثورة المصرية شتاتهم من جديد، على أمل أن يخرج السوق من المأزق الحالي في أقرب وقت. وهنا، لا بد من أن تُذكر الثورة المصرية عند التعليق على عودة سرحان؛ إذ إنّ الكل ـــــ حتى المخالفون لها في الرأي ـــــ كانوا يعرفون أنّ قضية فتيات الليل الشهيرة عولجت بهذه الطريقة لمنعها من الظهور على الشاشة. وقد ظلت معلقة حتى تتراجع سرحان عن التفكير في الاقتراب من مطار القاهرة خشية القبض عليها على ذمة القضية. وفيما كتبت بعض الصحف المصرية أنّ رفض سوزان مبارك لما كانت تقدمه هالة سرحان عن المجتمع المصري، يقف وراء استغلال خطئها المهني في هذه الحلقة، لم تؤكد سرحان هذه المعلومات، لا قبل الثورة ولا بعدها. لكن عودتها التي تأخرت أسابيع منذ إعلان نيتها لذلك، لم تكتمل إلا بعد التأكد من مكتب النائب العام المصري أنّها ليست مطلوبة على ذمة أي قضية وأن التحقيق في ملف حلقة فتيات الليل قد حفظ إلى الأبد. مع ذلك، هدّد المحامي نبيه الوحش بتحريك بلاغ جديد؛ لأن القضية لا تزال مفتوحة برأيه. لكن المهم أن سرحان مرت من المطار بعدما استقبلتها فرقة فنون شعبية، وهي الآن تستعدّ لإعلان خططها الإعلامية عبر «روتانا» التي تمسكت بسرحان في أزمتها، وبات الدور الآن على الإعلامية الشهيرة كي ترد الجميل وتعيد إلى الشبكة السعودية جماهيريتها في مصر الثورة.