وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) فقد اجتمعت القيادة السوريّة يوم السبت بعدد من نجوم الدراما من ممثلين ومخرجين منهم نجدت أنزور، ومصطفى الخاني، ومنى واصف، ووفاء موصللي، وبشار اسماعيل (راجع المقال أدناه). وكان التشديد خلال اللقاء على «ضرورة عكس الواقع كما هو في أعمالهم». الخبر كما صاغته الوكالة السورية، جاء معكوساً، إذ لا يمكن الدراما السورية أن تنقل الواقع بل لا بد لها من أن تنقل «عكسه»!لم تحدد القيادة السوريّة أي واقع تقصد: واقع التلفزيون السوري أم واقع وسائل الإعلام العالمية والعربية؟ على كل حال، من يحتاج إلى الدراما التلفزيونية في العام 2011؟ العرب بكوا وفرحوا في أشهر قليلة أكثر مما فعلوا أمام المسلسلات على مدى عشرات السنين. لكن يبقى مشهد الفنانين السوريين المصطفّين على جانبي القاعة الرئاسية مشهداً إضافياً إلى دراما لم يتوقعها أحد في انطلاقها، ولا في حدود ـــــ أو لا حدود ـــــ دمويتها. ترى لماذا اتجه المصوّر المجهول بكاميرته المهتزة على قناة «الجزيرة» إلى طاقم الأسنان الملقى وحيداً بلا فم على أرض بانياس؟ كانت جثث النسوة صالحة لشحن الدراما بما يكفي، والمرأة السورية تصرخ «مرة عمي، مرة عمي». ويبحث المشاهد في ذاكرته، فلا يتذكر أبداً مشهداً مثيلاً لنسوة يتناثرن على الأرض بين ميتة وصارخة وذاهلة. ويتأهب المشاهد لاحتفالات الفلسطينيين في ذكرى النكبة، فإذا به أمام لاجئين سوريين في لبنان والأردن وتركيا، ويرى شاباً معاقاً ذهنياً دفعت به أمه عبر الحدود ولم تعبر معه. ترى لماذا ظلت هناك في بيتها؟ فليخبرنا كتّاب الدراما الآن.
المخرج نجدت أنزور أطل بعد اللقاء ليؤكد أنّ «الدراما السورية بخير على الرغم من الحصار الذي تتعرض له في إطار الضغوط على سوريا». يمكن تقبل ذلك الكلام في إطار «عكس» الواقع. لكن الربيع العربي الصعب لا يستثني أحداً. وكما انخرط المتظاهرون السوريون في أشواق التغيير، فإن الدراما الرائدة في هذا البلد لن تكون جزيرة معزولة. من يتمتع الآن ببال رائق ليشاهد «باب الحارة»؟ المنتج العربي لا يدرس الآن ما سيعرضه بل ما لم يتمكن من عرضه. استديوهات الشام حالها حال استديوهات القاهرة، لأنّ «الموسم انضرب» بلهجة أهل السوق، ولأن المزاج العربي تبدل مرة واحدة وإلى الأبد، ولأن «قوائم العار» طاولت فناني البلدين. وربما لم تثبت صحة نبأ التعليمات الشفهية التي أصدرها رئيس التلفزيون المصري سامي الشريف بوقف التعامل مع الفنانين السوريين ممن أيدوا نظامهم. لكن ثمة أموراً لا تحتاج إلى تعليمات، وذاكرة المشاهد لا تنسى.
4 تعليق
التعليقات
-
الله يحميك على هالمقال"كانت جثث النسوة صالحة لشحن الدراما بما يكفي، والمرأة السورية تصرخ «مرة عمي، مرة عمي»"!!.أولم تكن أيضا دموع تلك الطفلة البريئة التي بكت والدها,شهيد الجيش والوطن ,وهي تقول له(الله يحميك يابابا) " صالحة لشحن الدراما بما يكفي"؟.من الذي قتل أبا هذه الطفلة؟ ألا يمكن أن يكون أحد أقرباء تلك المرأة مثلا؟,ثم مالذي يجعلك متأكدا من هذه "المجزرة" حقيقية بالفعل؟,ألم ترى العلم المصري على شاشة الجزيرة في مظاهرة خرج فيها "الآلاف" في درعا؟ ألم تر بالصور كيف كان يسكب "الكاتشاب" على وجه "متظاهر" في دوما ,حتى يقال أنه نزف حتى الموت على يد قوات الأمن ؟ " ويرى شاباً معاقاً ذهنياً دفعت به أمه عبر الحدود ولم تعبر معه. ترى لماذا ظلت هناك في بيتها؟ فليخبرنا كتّاب الدراما الآن"!!.ولماذا لاتخبرنا أنت لماذا تم الهجوم عل حاجز للمخابرات السورية في منطقة تل كلخ "بالإينيرغا"؟,ولماذا هجم عدد من "مجاهدي "وادي خالد على نقطة حدودية سورية؟ولتخبرنا أيضا لماذا عبر"المجاهدون" من وادي خالد إلى تل كلخ؟هل ليساندوا إخوانهم في "الإمارة الإسلامية"؟,وما ذلك الاهتمام الهائل الذي أبداه "بسمارككم" بمأساة تلكلخ (يازلمي بحرب تموز ما انفتحت مخازن الهيئة العليا للإغاثة متل هلأ)؟,ولماذا استشهد جنديين سوريين اليوم في تل كلخ؟,فما المطلوب من الجيش السوري أن يفعل بعد كل هذا؟أيرسل حمامات السلام,والبالونات البيضاء إلى "أهلنا المجاهدين" في تل كلخ؟ وذاكرة المشاهد لا تنسى..
-
يسلم قلمك يا أستاذ خيريسلم قلمك يا أستاذ خير
-
فشيتلي خلقي..........فشيتلي خلقي..........