في النسخة الثالثة من Video Works، تحقّق «أشكال ألوان» جزءاً ممّا طمحت إليه عند إطلاق المبادرة قبل خمس سنوات. فقد كان الهدف الأساسي الحفاظ على هيكليّة دعم ثابتة لصنّاع أفلام الفيديو والفنانين البصريين في لبنان. الآن، تواصل الجمعيّة سعيها «لإعطاء التجارب الناشئة في ميدان الفيديو منبراً»، بحسب رئيسة الجمعيّة كريستين طعمة. مهمة تجدها مُؤسِّسة مهرجان «أشغال داخلية» ضرورية، «لمنح هؤلاء الشباب خيارات إضافيّة، بعيداً عن سوق الإعلانات والفيديو كليب». بعد دورة 2006 ــــــ 2007، ودورة 2009، اختارت المشاريع المدعومة للدورة الحالية لجنة تحكيم ضمّت ميرين أرسانيوس (98 أسبوعاً)، وساندرا داغر (مركز بيروت للفن)، وطوني شكر، إلى جانب السينمائي غسان سلهب، وكريستين طعمة.
خلال العام المنصرم، اشتغل أصحاب المشاريع المختارة على إنجازها ضمن ورشة عمل ضخمة، أشرف عليها سلهب. «كلّ واحد من هذه الأفلام الثمانية اقتراح»، يقول سلهب الحريص على اختيار المصطلحات. واكب صاحب «الجبل» التجارب من موقع استشاري. برأيه إلحاق تعبير«آرت» بكلمة فيديو، يجعل المفهوم فضفاضاً. يفضّل المخرج تعبير «أشغال»، «لأنّ فنّ الفيديو هو فن أدوات قبل كلّ شيء، خصوصاً حين لا تتوافر لكثيرين إمكانية العمل في صناعة سينمائية لها شروطها الصعبة». تسأله عن خصوصية هذه الأشغال، فتزعجه كلمة «خصوصيّة». التعريفات برأيه قد تكون فارغة من أي معنى. «المهم هو منح هؤلاء الشباب فسحة لممارسة عملهم الأساسي أي «الفنّ»».
خاضت كريستين طعمة تجربة طويلة في ترسيخ الفنون المعاصرة في حياة المدينة، منذ تأسيسها «أشكال ألوان» قبل 16 عاماً، وهي ترى اليوم أن «أشغال فيديو 2011» يحمل تراكم التجربة السابقة كلّها. «أصبح هناك جيل حاضر بلغته، وعنده مفرداته الخاصة وأدواته، والفن المعاصر عنده وسيلة لكي يمارس مواطنيّته»، تقول.
لكن هل تتمتّع هذه الأعمال بقيمة فعليّة، أم هي مجرّد فقاعة؟ «الكثير من الأعمال في ميدان الفن المعاصر سيئة على الأرجح، والقلّة منها عظيمة، فهل هذا يعني أنّ الفن المعاصر بحدّ ذاته هو فن سيئ؟» يسأل سلهب. يؤكد السينمائي الذي واكب الكثير من التجارب الشابة عن قرب، أنّ الساحة المحلية في ميادين الفنون البصرية بدأت تنضج بالفعل. ثم يهزّ رأسه علامة الموافقة، حين تستدرك كريستين: «تخيّلوا المدينة من دون هؤلاء الفنانين».


«أشغال فيديو 2011»: 8:30 مساءً، ابتداءً من غد حتى 21 أيار (مايو) الجاري ــــ «متروبوليس أمبير صوفيل». للاستعلام: 01/360251
www.ashkalalwan.org