«أحياناً تكون الحماسة لكرة القدم أقوى من الحماسة للدين» ليس غريباً أن تأتي هذه العبارة التي تخلط الدين بالدنيا، من الشرق الأوسط. وقد جاءت على لسان التركي كآن بورا رئيس تحرير الرياضية اليومية «فاناتيك» في سياق الحديث عن سر ازدهار الصحافة الرياضية، مقارنة بالصحف الأخرى بمختلف توجهاتها.سؤال الصحافة الرياضية هو أحد المواضيع التي ناقشها التقرير الدولي عن «الإبداع في الصحف» لعامي 2009 و2010. التقرير الذي صدر لحساب «الاتحاد العالمي للصحف» نقله إيهاب عبد الحميد أخيراً إلى لغة الضاد بمبادرة من «برنامج تطوير الإعلام» في القاهرة.
في ما يخص الرياضة، يعرض التقرير تجارب أشهر الصحف الرياضية في العالم، ويشرّح نجاحاتها، وإن علل تفوقها في التوزيع بأسباب تتخطى الكفاءة، متناولاً اعتمادها على إذكاء المشاعر القومية والوطنية. قبل تناول طيف واسع من المواضيع، يقدم التقرير لنفسه بكلمة لروبرت مردوخ بعنوان «القناعة... أكبر خطر يواجه الصحافة». هنا، يعرض ملياردير الصحافة الشهير وجهة نظره «المندهشة» عما يشاع من أخطار تواجه الصحافة التقليدية «لا يتمثل الخطر الحقيقي في منافسة التكنولوجيا الجديدة، بل في القناعة التي يشعر بها أولئك الذين استمتعوا في الماضي بكيانات احتكارية. ووجدوا أنفسهم فجأة يتنافسون على جمهور كانوا يرونه في الماضي حقاً مكتسباً لهم». حوت الإعلام الأوسترالي يقدم هنا درساً مهما تعلَّمه من والده: «قم بتوظيف محررين يهتمون باهتمامات قرائهم». يتعرض التقرير تجارب صحافية لافتة، ويبحث في سبب حصول صحيفة «آي» البرتغالية على جائزة صحيفة العام في أوروبا بعد أقل من ستة أشهر على إنشائها، ويحاول تقديم التوصيات حول «كيف تلهم القراء وتفاجئهم». ويقترح في 15 خطوة كيفية تأسيس «صالة تحرير الغد» بدءاً من التكامل التام بين الـ«أوفلاين» والـ«أونلاين» وصولاً إلى «ديسك الاتصال الساخن»، مروراً بالجدران الرقمية من أجل تحويل انسياب العمل في صالات التحرير إلى محرك معلومات متكامل. الاستخدامات الصحافية للهاتف الخلوي حاضرة هنا، كذلك دور «تويتر» في عالم الوسائط المتعددة، واستخدام ما سبق في كيفية إيجاد روافد جديدة لجلب الإيرادات و«زيادة إخلاص العملاء في الأوقات العصيبة».
وعن السبب الذي يجعل الناس لا يقرأون الصحف بانتظام، كشف التقرير جملةً من الأسباب منها كلفة الصحيفة مقابل سهولة الدخول «أون لاين» للاطلاع على المعلومات. الاقتصاد ليس عنصراً وحيداً. هناك أيضاً «وجهات النظر المنحازة أو الضيقة جداً» في بعض الصحف. وتقترح توصيات الاستطلاع عدداً من النصائح، منها المدهش مثل «ضع بعض الحدود للإثارة»، ومنها الراسخ حيث القارئ يريد «الحقيقة، كل الحقيقة، ولا شيء غير الحقيقة».