يتذكر عالم الموسيقى الكلاسيكية الغربية هذه السنة المؤلف المجري الشهير فرانز ليسْت (1811 ــــ 1886)، في الذكرى المئوية الثانية لولادته (بالتزامن مع الذكرى المئوية الأولى لرحيل زميله النمساوي غوستاف مالر). ليسْت معروفٌ بأنه من أهم الذين أعلوا شأن آلة البيانو عبر التاريخ، وذلك لامتلاكه أسرار هذه الآلة في الجوانب كافة من جهة، وتكريسه الجانب الأكبر من إبداعه للتأليف لهذه الآلة منفردة. غير أن المؤلف المرموق كانت له أعمال محدودة كماً في أشكال موسيقية أخرى، منها الأوركسترالي والديني والغنائي، إضافةً إلى وضعه بضع مقطوعات لآلة الأورغن الكنسي، الذي انحسر اهتمام المؤلفين به بعد الألماني باخ.مساء غدٍ تستضيف «الجامعة الأميركية في بيروت» أمسية مميزة في هذا الإطار. في قاعة «أسبملي هول» أورغن كنسي من الطراز القديم، وهو الوحيد في لبنان (وربما في الشرق الأوسط). فهذه الآلة التي راج بناؤها في الكنائس الأوروبية في العصور القديمة، تعدّ جزءاً من البناء ولا يمكن نقلها لدقة صناعتها وضخامتها. الأمسية المرتقبة يحييها العازف الألماني الشاب كريستيان شميت، وهو من المغمورين في هذا المجال (وخصوصاً خارج ألمانيا)، فيما تعدّ الأسماء الكبيرة قليلة، من بينها اللبناني المقيم في فرنسا، ناجي حكيم.
لم يبدع فرانز ليسْت في مجال الكتابة للأورغن (مقارنةً بباخ والفرنسي من العصر الحديث أوليفييه مسيان). لذا يقع خيار معظم العازفين على المقطوعات ذاتها غالباً، أي تلك التي تعدّ أفضل ما هو متوافر في هذه الفئة من ريبرتوار المؤلف المجري. وكريستيان شميت لم يخرج عن هذه القاعدة، إذ جاء برنامجه متوقعاً، وعلى رأسه مقطوعة Prélude et Fugue sur le Thème de B.A.C.H، التي كتبها ليسْت انطلاقاً من الأحرف التي تكوِّن اسم باخ (حيث كل حرف يدلّ إلى نوتة موسيقية في التسمية الجرمانية لنوتات السلّم الموسيقي). معظم الذين ألفوا لهذا الآلة أرادوا من ذلك توجيه تحية إلى باخ على نحو مباشر أو غير مباشر. وليسْت واحدٌ منهم.
إضافةً إلى هذه التحية، يشمل برنامج شميت مقتطفاً من عمل ديني لباخ، وآخر كوراليّاً للمؤلف الألماني المعاصر لليسْت، مييربير. وكلاهما من إعداد الأخير لآلة الأورغن.

كريستيان شميت يعزف فرانز ليسْت : 8:00 من مساء اليوم ـــــ «أسمبلي هول»، «الجامعة الأميركية في بيروت». للاستعلام: 01/422291