يفرد «مهرجان بيروت للموسيقى والفنون» مساحة لعشرات الفرق، موزَّعة على ست ليالٍ (بمعدل ثلاث فرق في الليلة الواحدة). نلحظ هنا أنّ إطلالة هذه الفرق تأتي قبل عيد الموسيقى في 21 حزيران (يونيو). في هذه المناسبة السنوية، تستضاف الفرق الشبابية لتقديم مساهمتها في الاحتفالات المجانية. المريب أنَّ معظم الفرق التي تقدم حفلات في المهرجان البيروتي، تشارك عادةً في احتفالات عيد الموسيقى، مع فارق أن الأمسيات مدفوعة هذه المرّة! فما معنى أن يشتري الجمهور بطاقة ليشاهد فرقاً ستعيد تقديم حفلتها مجاناً بعد أقل من شهر؟ أم أن في الأمر مقدِّمة لإلغاء عيد الموسيقى، كي لا يبقى شيء مجانيّ في «سوليدير»؟ ويصفع الناظر إلى البرنامج، وجود بعض الأسماء والفرق التي طالما بنت علاقتها مع الجمهور على مناهضة مشروع «سوليدير» بالوسائل الفنية، ومنها فرقة الراب «فريق الأطرش» (23/ 5) المعروفة بعدم موافقتها على مشروع إعادة إعمار وسط العاصمة التجاري. وكذلك فرقة «بند جزائي» (3/ 6)، التي تضم الفنان الشاب ريان الهبر، ما أدّى بالأخير إلى سحب مشاركته في الأمسية المرتقبة، اعتراضاً على إقحامه تحت مظلة الشركة المذكورة.
والغريب أيضاً أنّ بعض الأسماء الأجنبية التي تتمتع بمستوى مرموق، أقحِمَت في هذه «الفئة الثانية» إذا جاز التعبير، فيما كان ضرورياً تقديمها بطريقة أفضل مثل Andrej Jagodzinski Trio (٢٠/ ٥) التي تعدّ من أهم فرق الجاز في بولندا. وأيضاً عازف الغيتار لاري كورييل الذي يحل ضيفاً في أمسية أرتور ساتيان وفرقته (22/ 5). وكما أشرنا، تشارك في المهرجان فرق لبنانية شبابية منها The Incompetents وMarc Ernest Trio (١٨/ ٥)، وآيلين ختشادوريان (٢١/ ٥)، مازن كرباج (٢٢/ ٥)، وZeid And The Wings وThe Kordz (٢٦/ ٥)، «ريّس بيك» (٣/ ٦). ومعظم هذه الفرق تقدّم أنماطاً غربية متنوعة، من البلوز والجاز، إلى الروك والراب. أما الغائب الأكبر عن البرنامج، فهو الموسيقى الكلاسيكية...