دمشق | انطلاقاً من مسلسل «باب الحارة»، عرضت «الجزيرة» أخيراً تقريراً أعده ماجد عبد الهادي وبث مراراً على الشاشة القطرية. ويبدو أنّه جاء رداً على اللقاء الذي جمع نجوم الدراما بالقيادة السورية التي دعتهم إلى تجسيد الواقع كما هو في أعمالهم (راجع «الأخبار» عدد 16 أيار/ مايو 2011). اللافت أنّ التقرير الساخر قارن بين مواقف أهل حارة الضبع في مسلسل البيئة الشامية، ومواقف هؤلاء الممثلين تجاه الاحتجاجات التي شهدتها سوريا. هكذا، اعتمد التقرير أساساً على المونتاج الذي مزج بين مشاهد من الاحتجاجات الشعبية، وأخرى من «باب الحارة» خلال حصارها على يد قوات الانتداب، ومقتطفات من أحاديث الفنانين للتلفزيونات السورية تجاه الاحداث التي يشهدها البلد حالياً.
هكذا، أظهر التقرير جملة مواقف متباينة بين الشخصيات التي جسدها الممثلون في المسلسل، وشخصياتهم الحقيقية على أرض الواقع. وحدها، منى واصف عدّها التقرير وفية على تماس مباشر مع نبض الشارع تماماً مثلما كانت كذلك في شخصية المناضلة أم جوزيف في المسلسل. أما باقي الفنانين، فكانت السخرية من نصيبهم! هكذا، عرض التقرير جزءاً من حديث للنجم عباس النوري الشهير بشخصية «أبو عصام» في «باب الحارة»، وعرض موقفه من الاحتجاجات، مظهراً لغةً حمّالة أوجه كأنّها لا تريد التورّط في اتخاذ أي موقف يحسب عليها لاحقاً. وتساءل التقرير عن الدور الذي سيلعبه «أبو عصام» في الجزء السادس من «باب الحارة» في إشارة إلى الأحداث التي تشهدها سوريا. وتابع التقرير بلغة ساخرة انتقاد باقي الفنانين عبر عرض مقتطفات من تصريحات نددوا خلالها بالاحتجاجات، منهم باسم ياخور، والمخرج سيف الدين السبيعي.
ثم توقّف عند أحد المشاهد الراسخة في ذاكرة المشاهد. إنّه مشهد دريد لحام في مسرحية «كاسك يا وطن» عندما يخاطب لحام والده المتوفى ويقول له بصوت عال «مو ناقصنا شي... غير شوية كرامة». ثم أظهره التقرير في لقاء على محطة nbn وهو يرد على المنتقدين الذين طلبوا من الجيش محاربة إسرائيل بدلاً من حصار درعا، فقال إنّ مهمة الجيش هي فقط حماية الحدود. كذلك ركّز التقرير على مصطفى الخاني الشهير بشخصية «النمس» في «باب الحارة»، رائياً أنّه يندرج ضمن الممثلين «الذين قدموا أدواراً مناقضة لمقولة الدراما الثورية، لكنّهم ظلوا كما هم على أرض الواقع». وانتقد التقرير كل الفنانين السوريين على أن مواقفهم تندرج ضمن مصالحهم الشخصية. ورغم أنّه أثار سخط الفنانين المعنيين، رفض باسم ياخور في اتصال مع «الأخبار» التعقيب عليه.
طبعاً، وقع التقرير في بعض الأخطاء، أولها حين رأى أنّ الخلافات بين الفنانين بدأت منذ بيان درعا الشهير، إذ إنّها بدأت قبل ذلك، وتحديداً حين صدر أول بيان لنجوم الدراما إزاء الأحداث وحمل حينها عنوان «تحت سقف الوطن». يومها، خرج زهير عبد الكريم متهماً الموقعين بالخيانة. كذلك، أورد التقرير «أن ثلة من شركات الإنتاج السورية دعت إلى سحب وسام الاستحقاق السوري من منى واصف بعد توقيعها نداء درعا». والصحيح أن ناشطين على «فايسبوك» هم الذين طالبوا بذلك، وليس شركات الإنتاج التي وقعت بياناً أعلنت فيه مقاطعتها لموقعي بيان درعا.