علاقة اللبنانيين بالأماكن العامّة شبه مقطوعة. لكن ماذا لو كان لدينا خيار أن ننظّم عملاً فنياً لإعادة إحياء تلك العلاقة؟ في هذا السياق يندرج التعاون بين «دار قنبز» و«مجموعة كهربا»، إذ يعملان على تقديم عروض عائليّة في الحدائق العامة. عروض تقوم على الدمى ومسرح الظلّ «هذا الفن الذي اختفى من حياتنا منذ الثلاثينيات، بحسب أورليان زوقي، مؤسس «مجموعة كهربا» مع ريما مارون.في مشروع «نهار وليل» يلتقي الطرفان ــــ دار النشر التي ثوّرت طريقة التوجّه إلى الأطفال، والفرقة المسرحيّة المجدّدة ــــ ليستكملا تعاونهما الذي بدأ قبل سنة ونصف. سيعيدان تقديم عرض «كان في عصفور عالشجرة»، مع عرض آخر جديد هو «سبعة و7». «كان في عصفور عالشجرة» هو ثمرة التعاون الأولى بين الدار التي تُعنى بأدب الأطفال والمجموعة. منذ انطلاقتها قبل خمس سنوات، تسعى «دار قنبز» إلى إعادة إحياء التراث الشفهي في كتبها، إلى جانب إعطاء مكانة أساسيّة للجانب البصري والمشهدي. «هناك أمور لا نريد أن يبتلعها التطور التكنولوجي»، تقول مديرة الدار الكاتبة والفنّانة نادين توما. «كان في عصفور عالشجرة» يرتكز على كتاب «عدّيات» من تأليف نجلا جريصاتي خوري («دار قنبز»/ «جمعية السبيل»). يتعاون زوقي وإيريك دونيو فيه على استخدام أغراض منزليّة بسيطة، ويعلّقان على الشجرة العدّيات، ثمّ يطلبان من الأطفال مساعدتهم في قراءتها. ومن خلال التواصل مع الأطفال، تطوّر هذا العرض إلى مشروع «نهار وليل».
في النهار، تقدّم المجموعة «كان في عصفور عالشجرة»، وتنتقل ليلاً إلى عرض الخيال والظلّ «سبعة و7». يرتكز هذا العرض أيضاً على كتاب نادين توما الذي يحمل الاسم ذاته. يبدأ «نهار وليل» رحلته بين حدائق بيروت مساء اليوم من «حديقة الصنائع»، ويستمرّ بها حتى الغد. ينتقل بعدها إلى «حديقة السيوفي» (الأشرفية)، ثمّ إلى «حرج الصنوبر» (الطيونة). ويعتزم المنظّمون نقل العرض إلى المناطق اللبنانية في انتظار تأمين تمويل محلّي حفاظاً على جوهر التجربة: أن يكتشف الناس معنى المشاركة في تنظيم حدث مجاني، ويجتمعوا في الفضاء العام للتواصل في ما بينهم من خلال التفاعل مع العمل الفنّي.


«كان في عصفور على الشجرة» (عرض دمى، س: 6:30) ــــ «سبعة و7» (عرض خيال ظلّ، س 8:30): حديقة الصنائع (الليلة وغداً)، حديقة السيوفي (28 و29/ 5)، حرج بيروت (4 و5/ 6). الحجز إلزامي: 03/012552